في الوقت الذي يتبلور فيه حراك شبابي فلسطيني لإنهاء الاقتسام الداخلي، فإن الاحتجاجات الدورية ضد جدار الفصل العنصري استمرت بشكلها المعتاد حيث أصيب عشرات الفلسطينيين أمس بحالات اختناق شديدة بالغاز المسيل للدموع، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في عدد من القرى في الضفة الغربية المحتلة.
ففي قرية بلعين غرب رام الله خرجت مسيرة من أهالي القرية إلى جانب العشرات من نشطاء السلام الإسرائيليين والمتضامنين الأجانب، منددين بالجدار العازل. وفي قرية المعصرة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة القرية المنددة بجدار الضم والتوسع العنصري .وفي نعلين،خرج المئات من أهالي القرية منددين باستمرار البناء في الجدار العازل، ورافعين لافتات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء البطش الإسرائيلى ضد الشغب الفلسطيني، وقامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي باتجاه المسيرة ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.من ناحية أخرى وجهه الاحتلال الإسرائيلي إخطارات بإخلاء أكثر من 2000دونم من أراضي جنوب الضفة الغربية في قرى وبلدات غرب الخليل.
وكانت تحركات شبابية من عدة فصائل فلسطينية نظمت مسيرة انطلقت من ميدان فلسطين تجاه مقر المجلس التشريعي، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالانقسام الفلسطيني الداخلي. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإنهاء فوري للانقسام أبرزها (الشعب يريد إنهاء الانقسام).
وشدد بيان مشترك للفصائل وزع خلال التظاهرة على أولوية تحقيق المصالحة لتمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات والعمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال البيان إن الضفة الغربية وقطاع غزة “هما جزء من أرض فلسطين الواحدة وأن الشعب فيها جزء من الشعب، ومن المتوقع أن يشهد الأربعاء القادم تحركات مماثلة من قبل الشباب الفلسطيني حسب دعوات ظهرت على موقع الفيس بوك.
من ناحية أخرى اعلنت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان فلسطينيا قتل خمسة اسرائيليين في مستوطنة يهودية في الضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان المهاجم اقتحم منزلا في مستوطنة ايتمار وطعن حتى الموت زوجين وثلاثة اطفال من نفس العائلة.
وفي نفس السياق، أعلن ناطق عسكري إسرائيلي صباح أمس عن تعرض حافلة إسرائيلية لهجوم بالأسلحة النارية الليلة قبل الماضية قرب مستوطنة/ ميغداليم/ في الضفة الغربية المحتلة.ولم يشر الناطق إلى وقوع إصابات موضحا أن السلطات العسكرية الإسرائيلية تحقق في الحادث وتقوم بتمشيط المنطقة بحثا عن المهاجمين.كما أعلنت مصادر إسرائيلية فجر أمس عن سقوط قذيفة صاروخية على منطقة النقب الغربي/ في فلسطين المحتلة عام 1948/ دون وقوع أي إصابات أو أضرار.وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قذيفة صاروخية أو قذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة. سقطت في منطقة المجلس الإقليمي /اشكول/. ليرتفع عدد القذائف التي أطلقت من القطاع منذ أمس إلى ثلاث قذائف صاروخية حسب زعمها.ولم يتبن أي فصيل فلسطيني بقطاع غزة المسؤولية عن إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
واعتبر دان مريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير شؤون الاستخبارات ’ان على إسرائيل عرض هدف سياسي واضح يقضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبضم الكتل الاستيطانية اليهودية إلى إسرائيل’ .
وأضاف مريدور في حديث إذاعي أمس أن الفلسطينيين يتبعون استراتيجية جديدة ويحققون إنجازات في العالم..مؤكداً وجوب أن تطرح إسرائيل خطة معارضة. وشدد على أن إسرائيل لن تجمد أعمال البناء في مدينة القدس المحتلة ولن توافق على العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967.
إلى ذلك رأى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابق ’الموساد’، إفراييم هالفي أن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة هو الخيار الأنسب لعملية السلام في الوقت الحالي.