توقعات بإعلان الأسد إلغاء الطوارئ غداً..وكلينتون تستبعد تدخل بلادها عسكريا في سوريا

بالتزامن مع انخفاض مستوى التوتر في سوريا، نفى مصدر سوري مقرب من الحكومة السورية أمس أنباء ترددت عن مقتل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، مؤكدا أن الشرع ’حي يمارس عمله الاعتيادي في مكتبه’.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية، يمارس عمله الاعتيادي وهو منخرط مع مجموعة من المسؤولين في اجتماعات لمتابعة الأوضاع العامة في البلاد وهو بحالة جيدة، وعلى رأس عمله، ولا صحة لأنباء مغرضة أشيعت عن مقتله.

وأكد المصدر السوري المقرب من نائب الرئيس السوري أن الأنباء التي انتشرت هنا وهناك عن وضع النائب الشرع عارية عن الصحة.

إلى ذلك، أعلنت بثينة شعبان مستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية لوكالة فرانس برس الاحد ان السلطات السورية قد اتخذت قرار رفع قانون الطوارىء الساري في البلاد منذ 1963 مشيرة الى ان الرئيس بشار الاسد سيتوجه بكلمة الى الشعب ’قريبا’.

وقالت إن ’قرار رفع قانون الطوارىء قد اتخذ لكنني لا اعلم متى سيدخل حيز التطبيق’.

وفي السياق قال مسؤول سوري رفيع المستوى إن قرار رفع حالة الطوارئ يخضع لصياغة قانونية وإنه سيرفع خلال فترة وجيزة للأسد لإصداره في مرسوم رئاسي.وأكد المصدر بحسب صحيفة السفير اللبنانية أن الحكومة السورية ستستقيل في وقت قريب.

ونقلت وكالة أسوشييتدبرس عن النائب السوري محمد حبش قوله إن مجلس الشعب ناقش موضوع قانون الطوارئ في جلسة عقدها مساء أمس، وأن الأسد قد يتحدث عن الموضوع غداً الثلاثاء.

وحول ما أشيع عن إلغاء المادة الثامنة من الدستور لحزب البعث العربي الاشتراكي والتي تحدد ’البعث قائدا للدولة والمجتمع’ قال إن مناقشة هذه المادة ستكون ضمن إطار طرح قانون الأحزاب للنقاش السياسي العام.

إلى ذلك، عاد الهدوء إلى ساحات اللاذقية أمس بعد احتقان شديد ومخاوف انتشرت على مستوى سوريا، خصوصا في ما يتعلق بمواجهات اللاذقية التي بدت ساحة لتحريض طائفي،روّع البيئة المحيطة وباقي البلاد وشد العصب القومي والوطني في أنحاء سوريا.

في هذا الوقت، استبعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا بالطريقة التي تدخلت بها في ليبيا، موضحة أن كل انتفاضة في دولة عربية لها خصوصيتها.

وقالت كلينتون، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية، إن الولايات المتحدة تأسف بشدة للعنف في سوريا لكن الظروف مختلفة في ليبيا حيث استخدم الرئيس معمر القذافي قواته الجوية ومدرعاته الثقيلة ضد المدنيين.

وعما إذا كان من المتوقع تدخل واشنطن في سوريا على غرار الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى على ليبيا، قالت كلينتون ’لا’.

وأضافت ’كل من هذه الأوضاع له خصوصيته... المؤكد أننا نأسف بشدة للعنف في سوريا وندعو مثلما دعونا كل هذه الحكومات إلى الاستجابة لاحتياجات الشعوب وعدم اللجوء للعنف والسماح بالاحتجاجات السلمية وبدء عملية للإصلاح الاقتصادي والسياسي’.

وأضافت كلينتون ’لو كان هناك تحالف في المجتمع الدولي ولو صدر قرار لمجلس الأمن الدولي ولو كانت هناك دعوة من الجامعة العربية ولو كان هناك تنديد عالمي... لكن هذا لن يحدث لأنني لا أعتقد أنه اتضح بعد ماذا سيحدث وما ستتطور اليه الأمور’ في سوريا.

وتابعت ما يحدث هناك في الأسابيع القليلة الماضية مثير لقلق عميق، لكن يوجد فرق بين الاستعانة بالطيران وإلقاء القنابل على مدنك من دون تمييز (كما في ليبيا) وبين تصرفات الشرطة التي تجاوزت بصراحة استخدام القوة التي لا يريد أي منا أن يراها.

وابدت كلينتون تفاؤلا، قائلة ’هناك اليوم في سوريا رئيس مختلف. كثيرون من اعضاء الكونغرس الذين زاروا سوريا في الاشهر الاخيرة قالوا انهم يعتقدون انه اصلاحي’.

وكان كل من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والمفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ولندن وباريس أدانوا عمليات القمع التي مارستها قوات الأمن السورية بحق المحتجين، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتـفي مع الاسد، الى التزام ’اقصى درجات ضبط النفس’.

من جهة أخرى، تلقى الرئيس الأسد دعما خليجيا من ثلاث دول هي الكويت والبحرين وقطر. وكان اللقاء مع ولي عهد قطر تميم بن حمد بن جاسم آل ثاني، الذي لم يعلن عنه رسميا، بمثابة ’تهدئة خواطر’ على ما يبدو بعد خطاب الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي.

وذكر التلفزيون التركي أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كرّر، في اتصال هاتفي بالاسد، دعوته القيادة السورية إلى إجراء إصلاحات سريعة في البلاد للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.

داخلياً، نبهت وزارة الداخلية السورية أمس المواطنين الى الانتباه إلى رسائل نصية عبر الهاتف الجوال ومنشورات توزعها جهات ’مغرضة’ تدعو للتجمع في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية مساء أمس الاحد.

وقالت الداخلية السورية في بيان لها نقلته وكالة الانباء السورية ’أنها ترجو منهم عدم الاستجابة لهذه الدعوات المغرضة وغير الصحيحة حرصا على سلامتهم’.

كما نبهت الداخلية الى ان ’جهات تقوم باستغلال أسماء جمعيات خيرية توزع مواد فاسدة وخاصة للأطفال لذلك يرجى من الأخوة المواطنين عدم التعاطي معها وتوخي الحيطة والحذر’.