انحفض إيقاع التطورات السياسية رغم النشاط الدبلوماسي الذي شكلة زيارة وفد المعارضة السورية إلى موسكو،
انحفض إيقاع التطورات السياسية رغم النشاط الدبلوماسي الذي شكلة زيارة وفد المعارضة السورية إلى موسكو، والمباحثات التي يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بكين، فمراقبة وقف إطلاق النار إضافة لحملات التصعيد التي تجددت من أمير قطر طفت على المشهد السوري العام، في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دمشق إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس!!
بان كي مون و "حمد"
وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل أمس دعا بان كي مون المعارضة السوري إلى "التعاون التام" واصفا وقف إطلاق النار بالهش، كما حث السلطات السورية على التحلي بـ"اكبر قدر من ضبط النفس"، مؤكدا انه يجب "على قوى المعارضة ان تتعاون ايضا بشكل كامل" حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
ورأى بان ان وقف اطلاق النار على الارض "هش جدا"، معتبرا انه من "المهم جدا" ان تعمل كل الاطراف بدءا بالنظام على فرض احترام الشروط التي وضعت، رافضا التفكير في خيار تأمين حماية عسكرية للمراقبين في سورية حاليا، لان "حرية تحركهم يجب ان تكون مضمونة" من قبل السلطات السورية.
وتتزامن تصريحان "بان" مع موقف قطري مازال عند نقطة الرهان على فشل خطة عنان، حيث أوضح أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أثناء زيارته روما أن فرص نجاح مهمة المبعوث الأممي العربي إلى سورية كوفي عنان "لا تتعدى 3%"، موضحا خلال موؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو مونتي، في روما أمس "ن الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل "بالأسلحة".
وتوضح التصريحات القطرية الخلل السياسي الذي يشوب خطة عنان، وذلك نتيجة عدم التنسيق مع الدول التي تحتضن المعارضة، وحسب مصادر في الجامعة العربية تحركات عنان تسير دون تنسيق واضح مع بعض الدول العربية رغم أنه مبعوث أممي وعربي، فهناك رهانات قطرية وسعودية تحديدا على اخفاقه وعلى تولي عواصم تلك الدول "إدارة الحرب" داخل سورية، وتبين نفس المصادر أن الدولتين تخشيان إذا ما استمر السير في خطة عنان من فقدان السيطرة على "أطراف معارضة" بعينها، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة واضحة في أدوارهما الإقليمية وليس فقط كلاعبين في الأزمة السورية.
مباحثات للمعارضة
في الجانب السياسي أيضا أجرى وفد "هيئة التنسيق الوطني"،أحد أطراف المعارضة السورية في الداخل مباحثات في موسكو، وأوضح الدكتور عارف دليلة، احد أعضاء الوفد بان خطة كوفي عنان هي الفرصة الاخيرة لتسوية حسب تعبيره، ولفت دليلة الى ان السلطة السورية لا يجب ان تفوت هذه الفرصة، كما فوتت فرصة تسوية الوضع بمساعدة جامعة الدول العربية". وطالب روسيا بلعب دور "في تطبيق خطة كوفي عنان لكي يحقق الشعب السوري طموحاته".
كما أشار دليلة إلى أن وفد المعارضة بحث مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي اسباب الازمة السورية، وتطوراتها الاخيرة وطرق الخروج منها. موضحا أنهم سيتقون وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبحث المسائل نفسها.
من جانب آخر أعرب أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، عن وجود فرصة لجلوس ممثلي دمشق الرسمية والمعارضة السورية المتفرقة الى طاولة المفاوضات. وبحسب بوشكوف الذي التقى وفد المعارضة أول أمس أن مباحثته مع وفد "هيئة التنسيق" أوصله لاستنتاج بان السوريين يمكن ان يجلسوا الى طاولة المفاوضات، واعاد بوشكوف الى الاذهان ان المعارضة السورية متشتتة وان انطباعاته تطال المحادثات مع هيئة التنسيق الوطني فقط. موضحا ان تلتقي فصائل المعارضة كلها وتشكل لجنة موحدة، معتبرا أيضا ان قرار" اصدقاء سورية" في اسطنبول حول ان المجلس الوطني السوري هو الممثل الرئيسي للشعب السوري اتخذ على عجل، لان المعارضة السورية الداخلية لا تؤيده.