في الصورة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع أعضاء من المعارضة السورية بمناسبة انعقاد لقاء " أصدقاء سوريا " في فرنسا 6 تموز 2012 - صورة من وكالة رويترز للأنباء
أعلن البروفسور الأمريكي ويليام اينغدال في لقاء مع محطة "روسيا اليوم - RT ": " تقوم فرنسا بتزويد المعارضة السورية بالأموال والسلاح بتمويل من الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تريد تلويث يديها وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية ” .
بحسب تصريح مصدر دبلوماسي منقول عن وكالة الأنباء البريطانية رويترز فإن هذه المساعدة بدأت اعتبارا من يوم الجمعة الماضي موجهة إلى خمسة يدعونها "المناطق المحررة" في المحافظات السورية دير الزور وحلب وإدلب .
البروفسور ويليام اينغدال مؤلف العديد من الكتب التحليلية والبحثية الجادة في المسائل الجيوسياسية ,أكد في لقائه مع محطة "روسيا اليوم - RT " أن مثل هذه الأعمال لن تؤدي إلا إلى مضاعفة إراقة الدماء في سوريا .
نورد فيما يلي مضمون المقابلة.
RT : ما هو هدف فرنسا من تدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا ؟
ويليام اينغدال : برأيي أن فرنسا في كل هذا العمل تلعب دور " بائع السلام " المخادع إلى حد كبير وبرأيي أنها تلعب –إذا صح التعبير – دور العميل لوزارة الخارجية الأمريكية حتى انتهاء الحملة الانتخابية في أمريكا .
لا يرغب أوباما بالتورط المباشر في الأزمة المعقدة مع سوريا قبل أن تتجلى نتائج الانتخابات, وبرأيي فإن فرنسا تلعب دور العميل وأن فكرة توريد السلاح الثقيل إلى ما يسمى "بالمناطق العازلة" هي العمل الأكثر سخرية الذي يمكن أن نتصوره . إن هذا سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية وإراقة الدماء وإلى كل شيء عدا السلام, وهذا يعني أن هذا القرار هو الأكثر خطورة من جميع القرارات التي اتخذها الناتو ضد سوريا في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة .
RT : هل يمكن للتدخل الفرنسي المباشرة أن يغير توازن القوى في الأزمة السورية ؟
و . اينغدال : حسنا .
برأيي أنه لو تم تحليل كافة المعلومات عن نشاط الإخوان المسلمين بعد وصولهم للسلطة في مصر فسيصبح واضحا أن المعارضة السورية تقع تحت سيطرتهم ! فهم ينتمون جميعا إلى نفس التنظيم الذي يملك هدفا بعيدا ألا وهو إحلال التعصب الأعمى الإسلامي على النموذج الطالباني أو القاعدة مع تطبيق الشريعة وإنهاء حالة التسامح بين مختلف الطوائف الدينية التي كانت السمة المميزة للحياة في سوريا على امتداد عشرات السنين .
يصرح الصحفيون العاملون في سوريا ومنذ عدة أشهر أن ما يدعى "بالمعارضة " ما هم على الغالب إلا أعضاء في تنظيم القاعدة أو من المجاهدين المسلحين القادمين من السعودية أو من دول أخرى ¸ وهؤلاء السفاحون يقتلون المواطنين الآمنين لاصقين التهمة بالوحشية على الحكومة.
حتى نفهم ماذا يعني الاعتراف بحكومة في المنفى أو تشكيل مثل هذه الحكومة ,يكفي كمثال أن نتصور أن روسيا اعترفت بمنظمة كوكلوس كلان كحكومة لأمريكا في المنفى ! وأنها تنوي تزويدها بالأسلحة الثقيلة كي تستطيع مقاومة واشنطن ! أو أي شيء آخر شبيه بذلك . إن هذا ببساطة مثير للسخرية .
RT : ماذا تحقق فرنسا بأخذها المبادرة وسعيها لفرض سلطتها على سوريا ؟
و. اينغلاد : هذا سؤال جيد !
تاريخيا كانت النخبة الحاكمة الفرنسية ومنذ نابليون تسعى دائما في خططها العالمية إلى – اذا صح التعبير – أن تشغل وضعية غير متوافقة مع إمكانياتها وبرأيي أبتداءً من ساركوزي, بوجود الدعم العسكري لساركوزي للعودة إلى الناتو, فإن النخبة الفرنسية وعند كل قرار مهما كانت أهميته على المستوى العالمي كانت تبالغ بإمكانياتها الذاتية مع ما يصاحب ذالك من نتائج كارثية على فرنسا.
إن المغامرة في سوريا التي دخلتها حكومة هولاند – فابيوس مخاطرة قد توصل فرنسا والعالم أجمع إلى كارثة في حال تطورها إلى حرب عالمية ثالثة بسبب التقدير الخاطئ, وإن هذا أكبر خطر شاهدته خلال 37 عاما خلال عملي كمحلل سياسي.
ترجمة
د.م. فهد أندراوس سعد