اختتم مؤتمر بروكسل الثاني لدعم سوريا ودول المنطقة، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع الأمم المتحدة، أعماله في 25 نيسان-أبريل 2018.
لقد عرضت الدول المانحة استعدادها لمساعدة لبنان على مواصلة استضافة اللاجئين السوريين طيلة الوقت اللازم لتطوير الحل السياسي لهذا البلد. ولذلك حثوا البلدان المضيفة على منح اللاجئين وضعاً قانونياً، بما في ذلك في حالة العودة إلى الوطن مؤقتاً.
بدا أن رئيس الوزراء اللبناني (السني) سعد الحريري يتفق مع هذا الخطاب.
لكن ما أن تم توزيع البيان الختامي، حتى شجبت السلطات اللبنانية الأخرى، أي رئيس الجمهورية (مسيحي) ورئيس الجمعية الوطنية (شيعي) بشدة هذا المؤتمر.
وفقا لهم، لم يهدف المؤتمر إلا لمنع عودة اللاجئين إلى بلادهم، من خلال التذرع بالسعي للتوصل إلى حل سياسي، كان قد تم العثور عليه في وقت سابق، في مؤتمر سوتشي.
ذهب رئيس الجمهورية ميشال عون إلى ماهو أبعد من ذلك.
وفقا له، فإن الغربيين ينوون حرمان سوريا من سكانها، وإجبار لبنان على تجنيسهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اللبنانيين يعتقدون أن هذا المؤتمر يتعارض مع سياسة النأي بالنفس، والتي، منذ إعلان بعبدا، تحظر على الدولة التدخل في الحرب في سوريا.
يتساءل بعض الأوروبيين أيضا حول إيواء اللاجئين السوريين من قبل الاتحاد الأوروبي. يبدو أن "حق اللجوء" هذا قد تم حرفه عن غايته : فهو لم يعد يهدف إلى إنقاذ المدنيين من مسرح الحرب، بل في الواقع لحرمان سوريا من سكانها.
