يواجه جنوب السودان لحظة حرجة في طريقه نحو مستقبل يسوده السلام والرخاء. فلم يبقّ أمام الزعماء السياسيين سوى أقلّ من أربعة أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية، كما التزموا بها في “اتفاقية التنشيط لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان”. لقد رحّبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج (اللجنة الثلاثية) بثبات بتأكيدات الأطراف على تنفيذ الاتفاق والالتزام بالمواعيد النهائية، وأعربت عن أملها في أن تُظهر الاجتماعات الأخيرة بين قيادة جنوب السودان روحًا متجددة من التعاون. إننا نثني على الإجراءات التي اتخذتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) للتوسط في وضع الاتفاقية والحفاظ على الزخم، ونأمل في أن يستمرّ الانخفاض في العنف الإجمالي في جنوب السودان.
لقد كان الصراع، لفترة طويلة للغاية، يدور على حساب سكان جنوب السودان الأشدّ ضعفا، ولا يزال يفاقم الاحتياجات الإنسانية. نحن نشجّع جميع الأطراف، وبخاصة الحكومة الحالية، على اتخاذ خطوات ملموسة لبناء الثقة من خلال تعزيز التعاون. ومع اقتراب الموعد النهائي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي تمّ تمديده من شهر أيار/مايو، لا يزال ثمّة الكثير ممّا يتعين القيام به بشكل عاجل لضمان نجاح قيام الحكومة الانتقالية. إن التقدّم في هذا المجال سيساعد في الحفاظ على ثقة جميع الأطراف والمجتمع الدولي وإظهار أن لدى الأحزاب الإرادة السياسية للعمل معًا خلال الفترة الانتقالية وإتاحة المجال أمام المجتمع الدولي للتفاعل بشكل مثمر مع حكومة جديدة شاملة للجميع.
نرحّب بالمناقشات التي أجرتها دول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في أديس أبابا الأسبوع الماضي؛ فلا يزال استثمار المنطقة والمجتمع الدولي في جنوب السودان المسالم ومشاركتهم فيه أمرا مهما. ولسوف تستمرّ الترويكا في الوقوف إلى جانب شعب جنوب السودان ودعمه، هذا الشعب الذي يريد السلام ويستحقّه ويطالب بحكومة تحمي شعبها. إننا نحثّ أطراف جنوب السودان على الوفاء بالموعد النهائي المحدد في 12 تشرين الثاني/نوفمبر لتشكيل حكومة انتقالية ستتيح تهيئة الظروف لعلاقة بناءة خلال المرحلة التالية من عملية السلام في جنوب السودان. كما أننا نشجع قادة جنوب السودان على البناء على الزخم الناتج عن الزيارة الحالية لمجلس الأمن لجنوب السودان لتسريع هذا التقدم.