«أختي نورا قرأءت كثيراً لكبار الكتاب والصحفيين والمثقفين لكن صوتك على تلقائيته وعفويته كان أبلغ لغة وأشد أثراً،، أنا أتشرف بإنتمائي لتيار إسلامي.. شددت على بعدك عنه ولكن أرى أن لنا وطن واحد وقضية واحدة، لن يشفع لك إبتعادك عن تياري ولن يحميني إقترابي من تيارك،، سمعت في مقالك صرخة بريئة صادرة من رحم الوطن فأدعوك لترفقي بقولك عملا ولتنضمي للعاملين على تلبية صرخات الوطن ولا مانع من إصطحاب “بوي فريندك” وفي خضم معركتنا من اجل الوطن لن يسألنا إحد عن ماذا نلبس
كلمات مؤثرة فعلا كانت من أجمل التعليقات التي وصلتني.. إمتزجت فيها كل المعاني وعبارات الوطنية،،، تجلت في اقصى صور الحرية المنشودة،، ذهن متفتح وعقل مستنير،، وسرعة بديهة أسرع من البرق.. وأفق واسع يستوعب كل ما يقع عليه النظر.. شكرا يا أخي صاحب التعليق على هذه الكلمة المقتضبة الرائعة،، لقد فهمت رسالتي وأدركت المعنى والقصد دون صعوبة أو شرح أو مزيد من الإيضاح والتفسير».
وأتوجه الآن الى من لا يستوعب أبعد من رأس أنفه حيث إستنكر عدد من المعلقين على الموضوع الذي نشر قبل اسبوع تحت عنوان “المخابرات السورية تسأل عني” وفي كل ما ورد في الموضوع لم يستوقفهم سوى " المايو والبوي فرند «عقدة الرجل الشرقي الملتصقة به والتي أصبحت من أبرز سمات شخصيته، معتبرين أن ما كتبته فيه قلت حياء وشذوذ عن المألوف، وأستغرب جدا كيف يربطون الحياء والأدب " بالمايو والبوي فرند» ؟
فيا ترى لو كنت قنبلة موقوته او متفجرة او مادة شديدة الانفجار افجر نفسي ومن حولي من الابرياء طبعا عندها ساكون بالنسبة لهم “بطلة من هذا الزمان” وسوف يتغنون بي وببطولاتي كما تغنى أحدهم وكتب تعليقه باسم مستعار ثناء محيدلي وطالبني للانتماء الى المخابرات الاسرائيلية او الامريكية ووقع بهذا الاسم ليذكرني بالبطلة التي قامت بتفجير نفسها بعملية إنتحارية وليس من اللائق ذكر الاسباب التي يعرفها كثيرين والتي أدت بسناء محيدلي الى قيامها بهذه المعلية الانتحارية لانها اصبحت في ديار الحق ولا تجوز عليها الا الرحمة.
أما عن سبب قلة الحياء الذي إستخدمته في أسلوب الكتابة في مقالتي فكان نتيجة لمعرفتي الجيدة بقلة حياء وانعدام ضمير غالبية الرجال العرب حيث دائما المرأة متهمة بشرفها ولا هم لهم الا شرف المرأة وجل تفكيرهم وإهتمامهم وقضاياهم اليومية محصورة بشرف المرأة، أما شرف النساء ممن لطخه أزلام النظام الحاكم في سوريا وفي العراق لا يهم فهؤلاء على رأسهم ريشة وبيلبق لهم هتك الاعراض، ولمعرفتي الجيدة بالعقلية العربية أردت أن أقطع الطريق على أمثال هؤلاء الرجال أمام أي من التهم التي ستلصق بي والتي سأوصف بها فأخذت خطوة إحترازية إستباقية وكتبت عن البوي فريند والمايو بمعنى أنني بايعة الدنيا بما فيها سمعتي والشرف والحياء الذي تربطونه بالمايو والبوي فريند الى جانب ما ذكرت ووصفت وقلت أنني وضعت “دمي على كفي وكفني فوق كتفي” لكن هيهات لمن يفهم أمر مؤسف ومحزن ولمعلوم الجميع أن كل عائلتي قد قرأت ما كتبت وهم أشد فخرا وإعتزازا بي اليوم أكثر من اي وقت مضى.