تم إنشاء مجموعة (جي 7 ) في عام 1976 لإتاحة الفرصة أمام قادة الغرب، لعقد اجتماعات مغلقة للحوار بحرية، والتعرف على وجهات نظر بعضهم بعضاً. وقد اقتصرت نقاشاتهم في البداية على المسائل الاقتصادية، لكنها تمددت مع مرور الوقت لتشمل القضايا السياسية.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وجه أعضاء هذا النادي الدعوة لروسيا للانضمام إليهم. لكن بعد تدخلها لمكافحة الإرهاب في سورية، وانفتاحها على شبه جزيرة القرم، انهارت الثقة بينهم، واستُبعدت من نادي الكبار.
ومع مرور الوقت، لاسيما منذ الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في عام 2005، أصبحت قمة الزعماء السبعة مناسبة لتصريحات طنانة، واستعراضات إعلامية، وصولاً إلى القمة الأخيرة التي انعقدت في مدينة بيارتز بفرنسا التي حولها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى تمثيلية استعراضية تسمح له بالقيام بدور جذاب أمام كاميرات الصحفيين، وطبعاً على حساب ضيوفه.
لقد تصرف الرئيس الفرنسي مع ضيوفه بهمجية وفظاظة، أظهر من خلالها عن شخصية لا اجتماعية، مما سيرتب على فرنسا عواقب وخيمة نتيجة هذه التصرفات غير المدروسة.
ابتدأ الرئيس ماكرون تمثيليته بالحرائق المزعومة لغابات الأمازون "الرئة الخضراء" لكوكب الأرض. وراح مستشارو قصر الإليزيه يؤكدون للصحفيين أن زوال تلك الغابات سيؤدي إلى توقف ضخ الأوكسجين في الغلاف الجوي مما سيؤدي إلى تسريع عملية الاحتباس الحراري بشكل كارثي. الأمر الذي يفرض على الجميع التحرك بسرعة لإنقاذ غابات الأمازون، متجاهلين حقيقة أن غابات الأمازون تتميز برطوبة عالية تجعلها غير قابلة للحرائق. أما المناطق المشتعلة الآن هناك، فهي في الواقع مساحات شاسعة يقتلع المزارعون أشجارها ويحرقونها بهدف استثمار الأراضي في الزراعة. وقد تراجعت عمليات الحرق هذه عما كانت عليه قبل عقد من الزمن. والغابة في المحصلة لا تنتج إلا القليل من الأوكسجين.
من المؤكد أن وراء هذا الخطاب الفرنسي المروع تختبئ مصالح مالية قاتمة.
في الواقع ، كان إيمانويل ماكرون يحاول الالتفاف على معاهدة منظمة الأمازون للتعاون لاستغلال الثروات المعدنية والصيدلانية في أمريكا اللاتينية. وقد منح تراخيص في وقت سابق لفتح مناجم ذهب شاسعة في غويانا الفرنسية دون إبداء أي اهتمام للغابات والناس الذين يعيشون هناك، مما دفع الرئيس البرازيلي جير بولسونارو ليصفها بتغريدة على حسابه في تويتر بأنها "تصرف استعماري". وكانت خاتمة الأثافي محاولته انتزاع "تفويض" مزعوم من مجموعة السبع الكبار للتفاوض باسمهم مع إيران
لا يمكن في أي حال من الأحوال لمجموعة السبعة أن تكون هيئة صنع قرار، وبالتالي لايمكنها "تفويض" أي شخص للتفاوض باسمها. مما أجبر ايمانويل ماكرون على إخماد حرائقه الدبلومسية التي أشعلها، بعد أن سمع نظيره الأمريكي يؤكد أنه لم يناقش هذا "التفويض" مع أي شخص كان، والاعتراف بأنه أساء التعبير عن نفسه في هذا الشأن.
وياليتها انتهت عثراته عند هذا الحد. فقد أعلن وسط انعقاد القمة عن وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مدينة بياريتز، مما اضطره إلى ترك ضيوفه والذهاب إلى القصر البلدي لاستقبال الوزير الإيراني بحضور مستشارين ألمان وبريطانيين.
تلك كانت "خبطته" الإعلامية الأقوى التي كان يتمناها أمام الصحفيين، لكنه لم يحسب أنها شكلت صفعة علنية لضيفه الأمريكي، وامتعاض ضيوفه الآخرين.