الأنثى مسلحة برعب قاتل .. والمرأة تحمل خطيئتها الأولى وهي تنتقل في "دار الفناء" .. مبررة التعسف الذي تستقبله برحابة الصدر مادامت مسؤولة عن ظهور البشرية على أرض الشقاء، بدلا من بقائها في الفردوس.
الأنثى مسلحة برعب قاتل .. والمرأة تحمل خطيئتها الأولى وهي تنتقل في "دار الفناء" .. مبررة التعسف الذي تستقبله برحابة الصدر مادامت مسؤولة عن ظهور البشرية على أرض الشقاء، بدلا من بقائها في الفردوس.
المرعب أن يصبح تعريف "الأنثى" بأنها أخرجت آدم من الجنة .. وأن أكثر أهل النار من "النساء"، بينما يبقى الذكر حارس العفة والطهارة، ومتحصن بقدرته على الثأر واغتصاب المرأة التي سلبته الخلود.
هذه الصورة التي نتعلمها من ثقافة التراث تخيم كل أسبوع على مسامع الذكور فقط، الذين خصهم الله بصلاة الجمعة، وبالإمامة والخلافة والقضاء .. وهو أيضا "الراعي" على أسرته، وبالتعميم الراعي داخل المجتمع، بينما الباقي هم "القطيع".
وإلا أن يدرك المروجون لثقافة القرن الرابع الهجري بأن البشر تحولوا من "قطيع" إلى مجتمعات، تحكمها مؤسسات، وبرزت شخصية الفرد .. ذكر أو أنثى .. فربما علينا تذكر رواية الجنة والتفاحة وإبليس، وصياغة المفردات بشكل يصور لونا جديدا للحياة.
حواء .. إن صح هذا التعبير .. منحت آدم الجنة، لأنها أعطته السلاح الذي يحكم به "قطيع" الإناث، وحواء أيضا قدمت لآدم فردوس السلطة، وحق التعسف. ورواية آدم وحواء والتفاحة تصور إلى مدى يمكن لهذه العلاقة أن تفجر عملية "الخلق". فو لم تخرجه من الجنة لما ظهرت البشرية.
وبغض النظر عن هذه الرواية التي تفسر بأشكال كثيرة فإن ما يرتبط بالذهن أن الخروج من الجنة كان نهاية "الزمن الأول" وبداية الحركة .. فهل هناك أهم من الحركة ..
حواء منحت آدم الجنة .. وهو سلبها الطمأنينة ....