المأزق التربوي اليوم هو في كم القيم التي أصبحت نوعا من التعويذات التي يحملها الخطاب السياسي، أو محورا للانتقاد داخل الخطاب المعارض مهما كانت جغرافيته ..
المأزق التربوي اليوم هو في كم القيم التي أصبحت نوعا من التعويذات التي يحملها الخطاب السياسي، أو محورا للانتقاد داخل الخطاب المعارض مهما كانت جغرافيته .. وفق هذه الصورة بدأنا نسمع أن كرامة المواطن أهم من التراب .. وبالطبع ليس المقصود هنا التراب بمعناه المادي، بل ربما يعني جغرافية الوطن.
المأزق التربوي اليوم هو ان "حب الوطن" بات بضاعة مستهلكة داخل كم من الخطاب السياسي والثقافي المهزوم. وعندما نحاول فهم الحب فإننا نغرق بصور التقليد الشاعري، أو بحكايا البطولات ..
ربما علينا بالفعل فهم حساسية المصطلحات التي أكثرنا منها بعد الاستقلال، ثم اكتشفنا ان الرابط والجامع مازال العائلة والعشيرة والطائفة. ومازال حب المغامرة يقودنا احيانا للتضحية بالوطن، دون أن ندري أن التضحية بالوطن لا علاقة لها بأدبيات ما بعد الاستقلال، أو بأشكال المد الجماهيري لمراحل الخمسينيات والستينيات.
"حب الوطن" كان دعوة إيديولوجية لمحاولة التغيير الاجتماعي، ثم اكتشفنا أنها أصبحت عنوان مرحلة زمنية مليئة بالهزائم .. فهل يمكن للتربية صياغة المصطلحات من جديد، وتبديل "حب الوطن" بـ"حب الكرامة" أو "حقوق الإنسان".
الأمر هنا يختلط أو ينفصل، ويبدو أحيانا وكأن كرامة المواطن مفصولة عن السيادة الوطنية .. أو أن حقوق الإنسان متناقضة مع إيديولوجية التغيير الاجتماعي التي حاولت خلق رابط قومي.
العودة اليوم إلى مصطلحات ما بعد الاستقلال ضرورة يفرضها واقع تعوم فيه الكلمات على سطح الفكر .. فماذا سنترك للأجيال القادمة.