سرطان التجزئة والشرذمة الحديثة هو سبب ما يحدث في العراق وينتظر ليحدث في سوريا.
أن الجراح البسيطة قد تلتئم ولكن من الصعب التئام الامراض المزمنة، أن السوسة التي نخرت في جذور شجرة الزيتون وسعف النخيل مازالت تنخر أشجاراً وأشجار حتى تجعلها وقوداَ لمدافئ الغرب البارد. لقد خُيْرَ الرُسل والمبشرين والقديسين ذو الرسالات من قبل بين مال الغنى الاحمق وبين فقرْ الاحرار السعداء، وأبتْ أهوائهم ألا أنْ تكون مبادئهم أعلاماً يحملها الجيل القادم أعتزازاً وخلود، وها نحن اليوم الذي ماتت القلوب وغشيت الابصار عن صوت الحق، وهاهي ثمار التجزئة، سرطانا ً ينخر في الجسد الواحد عضواً بعد ألاخرْ، بعد أن تَحَجٌرت العقول رجعياً وأنقلبت أحقاداً لصياغة فلسفة الاندثار والضياع. أن كل ما أدركهُ العقل الواعي لمسيرة الاحداث قد تحقق . وكل ما قاله الاجداد والاحفاد قد حدث فماذا بعد ذلك وطاعون التجزئة يدبْ في سائر الجسد الواحد يوماً بعد يوم ونحن ماكثون ننتظر ظهور المهدي المنتظر، ومازلنا نخط قراراتنا بأقلامْ مرتعشةََ َ،
هل نفخت الشياطين في موائدكم لتتقيئوا على الاجداد والامجاد....؟
هل هو بنود قانون التطور الطبيعي أم هو قانون الاندحار الوضعي...؟
هل هي مرحلة النضوج السياسي ام مرحلة التقهقر الرجعي...؟
أن كانَ النضوج السياسي هو أستهانة وأذلالْ وشرذمة وهَدرْ حقوق ودمَاء زَكية، فكيف ستكون مرحلة الشيخوخة والكهول السياسي، أن القبور منتدى اجتماعي يأوي الجسد الطالح والفالح ولكن الخلود أرواحْ أمتاًَ تسكن قمم المساجد والكنائس العربية، ألا يا نفوس أمة الانسان أن تسكني أرض الحب وألاخاء وكفى تشرذما، هذا هو يوم الفصل بين أن نكون أو لا نكون بين أن نعيش بين ماض غبي.. أو مستقبل عربي جديد .
ها نحنُ اليوم نقف أمام التحديات التي تواجهنا في سوريا الشقيقة، وأمام مرحلة الاختبار والامتحان وأمام الفصل النهائي من مسرحية الشرذمة. بعد أن انغرست عجلة الاحتلال في العراق في وحل المقاومة الشعبية الوطنية المسلحة لذلك ذهبت تنقب عن مبررات لمواصلة مخططها الاستعماري الجديد وتحالفها مع قوى جديدة بعد ان أستغرقت كل أمكانياتها في العراق. ولعل أحداث فرنسا الداخلية الاخيرة تفسر وبوضوح ما ترمي إليه تلك القوى العدوانية المتحالفة من غايات في إثارتْ البلبلة الدخلية في الشأن الفرنسي وتحفيزها على الدخول في التحالف الاطلسي بتحالف جديد وبمصالح جديدة بعد تفعيل قضية الفقيد الراحل الحريري التي أرتبطت بمصالح فرنسا، وبعد أن لوحة بالاشارة الحمراء لمصر من خلال تفعيل قضية الطائفة المسيحية في مصر كورقة ضغط على عدم التدخل في ما يجري على الساحة العربية وتحديدا في موضوع الساعة قضية سوريا، كما لا يمكن نفي تلك المخاطر القابعة في دهاليز وأنفاق المطابخ الامريكية السرية في الدول العربية وفي القارة الافريقية سواء في السودان أو في أقصى المغرب العربي أنه زمن التحالف وليس زمن المهاودة وطالما هناك أرضية متوفرة لاستفحال التجزئة التي تساعد من شروط فعاليات هذا الفايروس التي تمثلت بالتخلف والعصبية سواء كانت من قبل المجاميع المعارضة أو من قبل الحكومات القابعة التي عجزت عن تغير نهجها السياسي حتى وأمام متغيرات السريعة للاحداث ومازالت تلجأ الى الاسلوب القديم و(السلطة الابوية) التي لا تشكل أختلافاَ شاسعاً بين الاستعمار الخارجي الذي هو أحد العوامل المساعدة على تهيئة المناخ لها.
أن المثقف اليوم يواجه مهمة عسيرة لترسيخ رسالته بعد أن أستحوذ الموظف السياسي على كل الامكانيات وأليات التوجيه الثقافي لتوطيد مفاهيم بالية لا تتوافق مع متغيرات الوضع الراهن في التطور الطبيعي لقدرات الانسان العقلية والحجم الكمي للمجتمعات وحافزها نحو الحرية كأحد الدوافع الانسانية في الاستطلاع والاكتشاف عن أفاق جديدة التي لا تحدها حدود لذلك يقف المثقف اليوم محاولا أصلاح ما جناه الموظف السياسي ولان عصورنا أرتبطت بحكامنا وليس بالطابع الانساني الجماهيري لذلك أصبحت المفاهيم متشابكة والمسؤولية محصورة بشكل فردي التي أوعَزتْ بالفصل بين السلطة والشعب وبالتالي تتحمل السلطة جميع العقبات والاخطاء والمسؤولية وحين تهبط لعنة الاباء والاجداد وألاحفاد تعلق ألاخطاء الصغيرة منها والكبيرة على سلطة الحاكم المطلق الذي أستحوذت كل الحريات والقرارات بمبررات إستراتيجية الامن الوطني والقومي، أن قدرات الانسان بوادر فضاءها واسع ليس له حدود وأن حالة الكبت تولد الضمور، فعندما يحُجَمْ منبر حرية التعبير عن الرأي تستفحل بوادر الكبت كبديل لحالة الازدهار الفكري والعقلي، حينذاك يظهر الانسان المقهور كنتيجة طبيعية من عقدة الاضطهاد النفسي بعد أن فرضت عليه سجلات مفاهيم سلطة الحاكم أو السلطان أن حالة الشعور بأنك في فضاء مغلق وأن الحركة مقيدة هي حالة كفيلة على الانفجار والثورة، وكما أن الكبت يولد أنساناًعليل ينتقم من الذات الخاصة والعامة بعد أن أستأصلته مفاهيم القيم الاجتماعية الجامدة وحجمت من كيانه الشخصي حتى ولدَتْ الروح الانتقامية التي ما هي ألا جزء من حيثيات الكبت حين يختزل ألالم والمعانات مما يؤدي به الى عدم الثقة بالنفس وهي أحد أعراض الكبت النفسي التي حاصلها الانقياد وسرعة التصديق كحالة دفاع عن الكيان الضائع والمفقود بين قانون الثقافة الرسمية العامة للحاكم الذي كان قد تجاهلة يوما ما وبين طموحات التعبير عن وجودة وكيانه المفقود، أن الغرب اليانكي الذي جاءت بشعارات الانسانية الوهمية التي يناقضها في الواقع ويفرضها على الملاء لتحقيق أهدافَه القديمةَ والحاضرة ةالمستقبلية، سوف تجد أرضيتها أذا ما لم يكن هناك توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية وترسيخ القيم الانسانية والاخلاقية العربية لافراد قبل المجموعة ولان ذات الفرد هو ذات المجموع الكلي حتى تحقيق التواصل بين الشعب الواحد ومن ثم التواصل مع الشعوب الاخرى لبلورة قانون الانتماء والتأخي على قانون العرقية والطائفية المصنع في مغازل الغرب المتصهين، ليس أمام الموظف السياسي اليوم ألا أن يقف بحزم لأعداد وتشريع قانون ألالفة الانساني التي بنوده الحرية الانسانية وأحترام الذات الانسانية العربية والوحدة الوطنية ومن ثم الوحدة القومية وفك الطوق الذي يحد من حركة الجسد الواحد بين مجتمعاتنا وشعوبنا العربية لتعبر عن ذاتها في عصر الانفتاح والعولمة الذي أصبح يهدد كيان شعوبنا العربية، حينذاك سوف نستأصل السرطان الذي بدأ يدب فينا فلك أن تختار أيها الموظف السياسي العربي بين الاثنين العولمة الغربية أم العولمة العربية، أن معاني الحرية أحساس أكبر من القيم المادية كما أن أمكانيتها واسعة على العطاء وحدوده عريضة بينما القيم المادية قوانين ثابتة محدودة سرعان ما تزول بزوال فعل الاواصر التي توطد العلاقات بينها، لذلك أن التركيز على الروابط الانسانية والاجتماعية هي مهمة المثقف التي يدعمها الموظف السياسي من خلال عمليات الارشاد والتوجيه الاجتماعي والانساني لبناء مجتمع الانساني التقدمي الجديد ومن جل حرية الانسان ووحدة الاوطان وتجسيد الشخصية العربية الانسانية الجديدة ولتكوين الحصانة الاجتماعية والوطنية من سرطان التجزئة والشرذمة الحديثة، كما يحدث في العراق والتي هي تأهيل الى أقطار عربية أخرى طالما هناك أرضية ومناخ صالح لاحتضانها ونموها.