نصبوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صباح مساء يا ويحهم نصبوا منارا من دم يوحي الى جيل الغد البغضاء ’’في رثاء عمر المختار ’’ هي البغضاء ـ تلك التي زرعتها الاستعمارات المتكررة المتناوبة على بلادنا ، وهي الاف بل وملايين الرفات التي نصبتها هذه الاستعمارات في رمالنا التي تشتد حرارتها كلما سقتها اكثر انهار الدماء الساخنة اية مفارقة ان يكون اشهر ضحايا انفجارات عمان المخرج الذي قدم لنا عمر المختار ، ناصبا على الشاشة رفات المجاهد الكبير مزروعة في رمال الصحراء الليبية ، !! يا ويحهم ! يا ويحنا ! وهل يمكن ان تلد ارحام تلقحها الكراهية صباح مساء ، غير الكراهية؟ فالى متى تظل اذان العالم صمّاء عن صرخة التحذير ؟ والى متى يظل الثمن الحق ممزوجا بدم الثمن الظلم ؟ من الذي يتوقع ان تتزوج الفوضى بالظلم فتحمل حلالا وتضع عدالة؟ اوليست هي الفوضى المخصبة التي بشرنا بها المحافظون الجدد ؟ وتكررها يوميا على اسماعنا كاهنتهم السمراء ؟ اوليس هو منطق الصراع الهنتنغتوني الذي ارادوه مدخلا للشعار المانوي: من ليس معنا فهو ضدنا ،ومن معنا هو الخير اما من هو ضدنا فهو الشر ؟ اوليس هو مناخ اقتصاد السوق ، وزيادة غنى الاغنياء وفقر الفقراء ؟ ليصبح التعصب والظلام والكبت والظلم مستودعا للكراهية والعنف ؟ وحتى اذا كان لزرقاء اليمامة ان تقول بان من يلوح في افق الموت والرعب ، ان هو الا شبح اخر ، غير ذلك الذي يعلنون عن هويته، شبح له كل المصلحة فيما يحدث ، خاصة وان الثمن المدفوع لا يخرج من جيبه، بل ربما دخل في جيبه ، وفي رصيد حساب الفوضى المخصبة ، فان شيئا لا يتغير ، اذ يظل ان مناخ الكراهية هذا هو بطن الظلم المنتفخ بحمله المميت، وان هذا الحمل غير قابل للاجهاض طالما ان تلقيح الكبت مستمر ومتنام طالما ان كل لحظة تشهد عمر مختار جديد تنصب رفاته في الرمال لواء ، يوحي الى جيل الغد البغضاء ليكون من بين من يدفعون الثمن ، رجل جعل من حياته ورشة لصنع الجمال وتجسيد قيم التراث من الرسالة الى عمر المختار الى صلاح الدين .... لكان في موته رسالة اخرى باننا نعيش عصر المختار لكن عصر صلاح الدين لم يات بعد.