أظن أن النفاق الاجتماعي من أهم مقومات التعايش في مجتمعنا السوري!؟ ذلك أننا مجتمع شديد العنصرية، وكل فرد بيننا يحس أن غيره أقل مرتبة منه، ولولا فسحة النفاق لصرنا مثل لبنان والعراق..
أظن أن النفاق الاجتماعي من أهم مقومات التعايش في مجتمعنا السوري!؟ ذلك أننا مجتمع شديد العنصرية، وكل فرد بيننا يحس أن غيره أقل مرتبة منه، ولولا فسحة النفاق لصرنا مثل لبنان والعراق..
فالشامي لا يعترف بشامية كل من أتى من خارج السور، وإنما هم فلاحون (من ريف دمشق)، تماماً كما كان يغمز من قناتنا الولد الأبله (سعد) مع أنه لبناني وليس من داخل السور..
أهل حماة أيضاً يرون الحلبيين دونهم منزلة، والحلبيون ينظرون إلى الجزراويين بالطريقة نفسها، أي دونهم مرتبة. اللوادءا متعصبون ضد الطراطسة، ومشجعوا فريق حطين يرون أنفسهم أعلى مرتبة من مشجعي فريق تشرين.. والعنصرية متفشية أيضاً بين أتباع المذاهب والأديان والقوميات والألوان، حيث مازال الرجل الأسود عندنا يدعى عبداً، والفول السوداني اسمه (فستق عبيد) نسبة إلى السودانيين الذين كانوا يبيعونه على الطرقات..
ولن نختتم بعنصرية رجالنا وإحساسهم بالتفوق على النساء، يدعمهم في ذلك القضاء والأرض والفضاء.. وإذا سألنا: كيف نخفف من مستوى عنصريتنا هذه، نذكر بأن الأحزاب، أحزابنا غير الدينية، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت تصهر عنصريات أعضائها داخل بوتقتها لتدمجها في عنصرية واحدة هي عنصرية الحزب الموجهة ضد الأحزاب الأخرى، وهذا أقل الإيمان، أعني أن تسمح الدولة بإنشاء أحزاب جديدة غير تلك الموجودة في مأوى العجزة الذي اسمه: الجبهة.. الوطنية.. التقدمية...