استباحة متوقعة

"استباحة" لا يمكن اعتبارها إلا مرحلة واحدة نقرؤها في الحدود، وربما في قراءتنا لأنفسنا لأن "الإدارة الأمريكية" التي تتحدث عن "ضحايا" هامشيين تؤسس داخل عقلنا لنوعية القوة التي تظهرها صورة أمريكا أمامنا، فنحن سنشاهد "مساحات" الحدود الساقطة أمامنا، ثم نعيد التفكير بأنفسنا كمجتمع قادر على تحمل القسوة، أو حتى على مجاراة العنف المفروض كل يوم.

نحن أمام أسئلة الولايات المتحدة، وأمام الانتخابات والأزمة المالية، وفي مواجهة الاحتلال الأمريكي، وربما الزهو االعسكري الذي ينتقل نحونا في كل لحظة، فنشاهد أنفسنا في طاقة "الجيش" الذي يريد رسم السياسة على شاكلة الانتقال ما بين الحدود وقوات الاحتلال، ثم نشاهد أشلاء شهداء لكي نعيد كتابة أنفسنا من جديد...

لم أعد أستطيع اليوم التمييز ما بين الصورة النمطية لأنفسنا، أو حتى بقدرة النظام العالمي على رسم صور البشر على شاكلة "الاعتداءات"، فالولايات المتحدة القادرة على صياغة الحدود ما بين باكستان وأفغانستان، تعيد إنتاج هذه االصورة في "الشرق الأوسط" التي أصبحت أصغر مما نعتقد، ثم أحاول أن أكتب هذا التاريخ على شاكلة الأزمات، أو االمشاكل، أو حتى أصوات الانفجارات....

االولايات المتحدة تقف أمامنا وخلفنا وفوقنا وكأنها قوة افتراضية تريدنا أن نكون ضمن "الخيال" الذي تنتجه كل يوم، لكن المسألة داخلنا هي أعمق من أي حالة افتراضية، فعندما نشاهد الاعتداء تزداد الأسئلة، وحتى القدر ةعلى رسم أكبر إشارة استفهام شهدناها عبر التاريخ، لأنها إشارة متنقلة عبر الزمن أو التاريخ أو حتى الجغرافية التي أصبحت "هشة".

ما يكتبه الاعتداء هو أكثر من "عمل عسكري" لأنه ينسف بقايا الصور التي استمرت داخلنا، ثم نمت لتكون "غولا" أمريكيا يستمر في التفاعل أو التداعي أمامنا وأمام التشكيل الاجتماعي الذي نريده لأنفسنا، فنحن أمام "الزمن" االأمريكي لا نتحول بل نكتشف عمق الأشكال التي نختزنها في مسألة "الاستباحة"، فنستنكر وربما نغضب لكننا في نفس الوقت نعرف أن "مشوار" المجتمع مع الحدود هو أعمق بكثير مما نعتقد، وهو لون يظهر اليوم مختلفا عن كل االأزمات السابقة لأنه يريد تكوين المجتمع ما بين "ضفتين" أو "حدين" أو حتى تجمعين تستطيع العمليات العسكرية أن تشكلهما كما تريد.

استباحة أم اعتداء... شهداء أم "ضحايا هامشيين"... حدود مغلقة أم مفتوحة... وفي النهاية هناك عنوان لـ"تنظيم" االقاعدة سيظهر وكأنه "مظلة" تظهر كلما عانينا من القسوة.