الوضع في بلاد الشام عرضة لتطورات سريعة, بسبب أزمة السلطة في واشنطن, من جهة, وصعود الأمير سلمان العرش في السعودية, من جهة أخرى.

أولا, لاتزال أزمة السلطة التي تشل الولايات المتحدة, مستمرة في تعبئة الطبقة الحاكمة.

فبعد النداء الذي وجهه الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية, للرئيس أوباما طالبا منه أن يحيط نفسه بشخصيات من ذوي الخبرة, من كلا الحزبين, كرست صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها لتقرير أصدرته مؤسسة (راند) في 22 تشرين أول-أكتوبر الماضي.

وفقا لبحث مركز التفكير الرئيسي المخصص للمسائل العسكرية, فإن انتصار الجمهورية العربية السورية هو الآن " أكثر خيار مرغوب فيه", في حين أن سقوطها سيكون من " أسوأ المخارج".

لقد فقدت الجماعات المسلحة كل الدعم لدى الحاضنة الشعبية, وتوقفت الانشقاقات منذ مايزيد عن سنة, ويواصل الجيش السوري تحرير البلاد, وبات واضحا أن الهدف الذي حدده المحافظون الجدد لمصلحة اسرائيل, بالكاد يلقى من يدعمه.

علاوة على ذلك, تواصل (راند) : انتصار سورية لن يفيد ايران طالما بقيت داعش في العراق.

ثانيا, حاول الملك الجديد سلمان أن يقيل أولا كل المؤيدين السابقين لسلفه, ماضيا في مسعاه إلى حد إقالة الأمير متعب, وكذلك الأمين العام للقصر بعد ساعتين فقط من وفاة الملك عبد الله. ثم تراجع عن قراراته بعد تلقيه التعازي من ولي أمره, رئيس الولايات المتحدة.

في نهاية المطاف, تبين أن الأمير متعب هو الناجي الوحيد من الحقبة السابقة, في حين تم طرد الأمير بندر.

كان الأمير بندر, هو من يصون داعش بمساعدة سي.آي.ايه, وذلك للضغط على الملك عبد الله لمصلحة عشيرة السديري.

قد يكون طلب اقصائه من قبل الرئيس أوباما الآن, ايذان بنهاية هيمنة السعودية على الارهاب العالمي.

هذه المرة ستصيب :

عام 2010, تم نفي الأمير بندر عقب محاولته تنظيم انقلاب, لكنه أعيد بفضل الحرب على سورية.

عام 2012, كان ضحية هجوم انتقاما لاغتيال أعضاء مجلس الأمن القومي السوري, لكنه عاد إلى العمل بعد عام منهكا ومهووسا.

عام 2014, طلب جون كيري من جديد طرده, لكنه سرعان ما عاد إلى واجهة الأحداث بسبب الأزمة في مصر.

لكنه هذه المرة ضحية تخلي عشيرته عنه, الأمر الذي لن يترك له أي أمل في العودة.

تطورات في واشنطن والرياض تجعلنا نستنتج عقلانيا أن الولايات المتحدة سوف تركز جهودها خلال الشهور المقبلة على ابعاد داعش عن منطقة نفوذها في بلاد الشام, بغية زجها ضد روسيا والصين.

أما المملكة السعودية, فيتعين عليها محاولة انقاذ نفوذها لدى جيرانها في البحرين واليمن, مع تقديم المساعدة للخاسر الأكبر من الحرب على سورية, الرئيس أردوغان الذي أخذت الولايات المتحدة قرارا باسقاطه.

مرة أخرى, سورية أقدم حضارة انسانية, تصمد حية في وجه كل من أرادوا تدميرها.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 2075
(PDF - 182.6 كيليبايت)