تساءل مراقبون عن امكانية قيام السوريين بالافراج عن مايملكون من معلومات في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الامر الذي ادى الى انكشاف حلفائهم السابقين وتقديمهم الى العدالة بعدما شعرت سورية ان لاشيء ينجيها غير التضحية بهم .
واستند المراقبون الى المعلومات التي تحدثت عن اجتماع لجنة التحقيق الدولية في جنيف مع ضباط سوريين وبعد ذلك بوقت قصير تمت الاعتقالات، وبالتالي فان الربط بين الاتجاهين قد يبدو مقبولا ومنطقيا .
على الصعيد الشعبي استقبل السوريون بذهول بالغ التقارير التي حملت نبأ اعتقال ثلاثة من القادة الامنيين اللبنانيين السابقين اضافة الى قائد الحرس الجمهوري اللبناني واصدار مذكرة اعتقال بحق النائب اللبناني السابق ناصر قنديل واحتار كثيرون منهم كيف يفسرون الامور . وسجل تهافت كثيف في الشارع السوري على محطات الاذاعة والتلفزة فيما انتقلت الاشاعات وسرت بين الناس كالنار في الهشيم وبدا السؤال عن حقيقة العلاقة السورية بما جرى للحريري يرتسم على وجوه الكثير من السوريين العاديين الذين يبدون اهتماما فطريا بالسياسة . وفي غياب أي رد فعل رسمي حول التحقيقات اكتفت وسائل الاعلام السورية بنقل وقائع المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بحيادية وتجرد فيما لم يعلق أي مصدر سوري عن وجود النائب السابق قنديل في سورية او عن نبا القبض عليه عبر الانتربول علما ان معظم القياديين اللبنانيين بمن فيهم اشد المعارضين لسورية مثل وليد جنبلاط يملكون منازل فارهة في العاصمة السورية وان كانوا لم يعودوا يزورونها مؤخرا .
ويتحدث السوريون عن روايات كثيرة عن ان ميليس مرتبط باسرائيل او انه ضابط في المخابرات الاميركية فيما يتحدث اخرون عن اختراقات من الموساد الاسرائيلي لجهات لبنانية عديدة بعضها نفذ عملية اغتيال الحريري وورط سورية دون ان تدري . ولكن كل ذلك لايلغي الحقائق على ارض الواقع وهي ان المعتقلين هم من اشد انصار سورية في لبنان وكانوا على تماس وتماهي معها في الفترة التي كانت القوات السورية متواجدة فيها على الاراضي اللبنانية وهنا مكمن قلق السوريين الخائفين من تسيس الموضوع وفرض حصار على سورية ينتهي بضربها او تجويع شعبها .
الاوراق بيد الحكومة السورية متعددة للخروج من الورطة اذا صحت التسمية اولها اعلان التعاون الكامل والتعاطي بايجابية كاملة مع نتائج لجنة التحقيق مع مايقتضيه ذلك من تقديم ربما بعض الاشخاص الى المحاكمة وربما الدولية اذا اقتضى الامر ذلك . وعلى كل حال مايزال الكلام مبكرا حول الموضوع وان كان غير متأخر حيث ان عجلة الاحداث تتسارع وعلى السوريين ان يحسموا امرهم ويعدوا عدتهم لان العاصفة التي توقعها النائب البريطاني جورج غالوي وصلت الى شوائهم وما عليهم سوى اعلان النفير .