لا اعرفك ولا تعرفني، والمساحة الافتراضية بيننا ترسم أشكالا من الأفكار والألوان التي نملك الحق في نشرها ونقلها، وربما تعديلها أو نقدها..
لا اعرفك ولا تعرفني، والمساحة الافتراضية بيننا ترسم أشكالا من الأفكار والألوان التي نملك الحق في نشرها ونقلها، وربما تعديلها أو نقدها.. لكن المساحة الافتراضية التي تفتح لنا كل فضائها تدفعني لفوضى الاستباحة... فبعد الاحتلال والتشريد ربما لا أجد مساحة سوى عالم أرسمه على شاكلتي، فيهاجمني البريد الإلكتروني بتنوع الناس .. اما اليوم فهو يقدم تنوع الاستباحة...
ما الذي يدفعنا على انتهاك أنفسنا؟! إنه السؤال الذي رافق شريطك المصور فكنت أرى نفسي وأنا معلقة على رغبات الذكور، بعد أن استحالت الحياة في أحياء بغداد إلى صور منسية.. وشريطك المصور لا يختلف عن أي مساتحة يقوم بها "ذكور" المارينز الذين يجولون العالم بـ"المغامرة" .. ويعودون إلى الوطن بالصدفة.
وأنا وشريطك المصور نقف على مساحة الاستباحة التي مارسناها على أنفسنا قبل أن يقوم أحد باحتلال فلسطين ثم العراق.. وقبل أن تصبح الأنظمة الديكتاتورية "مثالا يحتذى" بعد أن لقننا "ذكور الديمقراطية" درسا رائعا في مفاهيم الاستباحة.
شريطك المصور الذي حمل "فضائح الإناث" نسي أن يضمن صور "فضائح الذكور" .. تجاهل وربما أسقط سهوا أن هذا الشكل من الاستباحة لايختلف عن سلسلة طويلة لم تبدأ بالاحتلال لكنها تمايزت عن غيرها بعد سقوط بغداد:
– الاستباحة في اعتبار "صدام حسين" بطلا.
– الاستباحة في اعتبار الموت المجاني جهادا.
– الاستباحة في كل سجون العراق قبل الاحتلال وبعده.
– الاستباحة في محاكمة كل رموز العهد السابق بطريقة كوميدية.
– الاستباحة في إعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى.
– الاستباحة في إرسال شريطك إلى قائمتك البريدية.
لا أعرفك.. لكنني أتصور أن زمن الفضائح لن يشكل سوى إشارة خافتة لأن الضحايا دائما من النساء.. والتشفي يبقى بـ"العرض" و "الشرف" وكان الأنثى معلقة على وهم يبتعده الذكور في زمن السلم وأوقات الحرب.
ضحايا شريطك المصور مهما كانت دوافعهم هم في النهاية عراقيات.. وهم في النهاية ينتمون لي.. لمجتمعي ولبغداد والبصرة وكركوك.. هم ضحايا التفكير الاستباحي مهما كان مصدره.