تحدث المسؤول المهم في "ادارة" اميركية ثالثة مهمة جداً ومؤثرة جداً في الاوساط القريبة من الرئيس بوش عن "اتفاق مكة" بين "حماس" و"فتح"، قال: "انه اتفاق سيىء. قالوا انه اوقف الدم وان "حماس" و"فتح" تبادلتا التنازلات. دلّونا اين تنازلت "حماس"؟ ليس هناك حل. نحن كنا نريد ان يكون الحل مع محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية".
يقال في لبنان والمنطقة ان اسرائيل في حاجة الى الانتصار على "حزب الله" عسكرياً قبل الانخراط في اي عملية سلام جدية مع الفلسطينيين والعرب لانه نجح في الحاق الهزيمة بها مرتين. الاولى، عام 2000 والثانية عام 2006. ما هو رأيك؟ اجاب: "لا اعتقد ان ثمة خططا لحرب اسرائيلية جديدة على "حزب الله"، سواء بعذر يقدمه الحزب الى اسرائيل او من دون عذر. لكن هذا الامر يجب ان يبقى في الحسبان لان اسرائيل قد لا تقبل الانتظار حتى يأخذ "حزب الله" البلد (اي لبنان) او يسيطر عليه او حتى ان يقوي نفسه وخصوصاً انه يعيد تسليح نفسه الآن. علما ان غيره في لبنان يتسلح ايضاً".
هل تعتقد ان احتمالات الصدام بين "حزب الله" والقوة الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) متوافرة؟ وماذا تفعل القوة الدولية في حال كهذه؟ سألت. فأجاب: "لا اعرف. لكن عند هذه القوة او بالاحرى عند اوروبييها خشية من صدام كهذا. و"حزب الله" يتحرش بها. والقرار الدولي 1701 لم ينفذ كله. و"حزب الله" ثابت في مواقفه ومواقعه".
ماذا عن المحكمة ذات الطابع الدولي؟ سألت. فأجاب: "ان المحكمة مهمة لنا مثلما هي مهمة للبنان. ننتظر لنرى اذا كان سيحصل تفاهم لبناني – لبناني في شأنها وتالياً اذا كانت ستقر في مجلس النواب. سنرى كيف يتصرف نبيه بري رئيس مجلس النواب رئيس حركة "امل". اذا بقي كل شيء مقفلاً امام المحكمة داخل لبنان فسنذهب الى مجلس الامن ونصدرها او نسعى الى اصدارها عنه وتحت الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة". ثم دار حديث عن الرئيس بري وخلفيات مواقفه وآثار العامل الشيعي ثم السوري في مواقفه. ثم سألته عن مزارع شبعا وامكان ايجاد حل لها رغم عدم تجاوب سوريا في موضوع ترسيم الحدود في تلك المنطقة، فأجاب: "لا شيء حول المزارع حتى الآن. هناك قرار من الامم المتحدة يتحدث عن الخط الازرق بين لبنان واسرائيل، وهذا الخط لا يشمل المزارع المذكورة. وذلك يعني انها سورية. حصل تبادل للرسائل بين رئيس حكومتكم فؤاد السنيورة والامين العام للامم المتحدة (السابق) كوفي انان كانت المزارع فيها موضوعاً اساسياً. وفيها قال انان رداً على مطالبة السنيورة بايجاد حل لها واقتراحاته في هذا المجال: كيف نتحرك في موضوع المزارع ونحن قلنا انها خارج الخط الازرق؟ كيف نستطيع نحن كأميركيين ان نذهب الى اولمرت الضعيف اساساً ونقول له اعطِ مزارع شبعا للبنان او أعدها اليه؟ سيجيبنا: انا الضعيف لا استطيع ذلك".
لماذا لا توضع المزارع تحت سيطرة الامم المتحدة ريثما تحدد هويتها؟ سألت. فأجاب: "هذا الحل يقتضي انسحاباً اسرائيلياً. في مقابل ماذا؟ تيري رود - لارسن موفد الامين العام للامم المتحدة يعمل على مزارع شبعا. لا اعتقد انه سيتوصل الى اعلان اي شيء في شأن المزارع لانه في ولاية بان كي - مون الامين العام الجديد لهذه المنظمة الدولية لا موقع محدداً له بعد على الاقل حتى الآن. قل لي: يقول كثيرون في لبنان ان لسوريا علاقة مع حركات اسلامية اصولية لبنانية – فلسطينية او نفوذاً داخلها. هل من ادلة على ذلك؟" اجبت: الادلة توفرها عادة الاجهزة. ونحن لسنا منها. لكن كثيرين في لبنان والخارج يعرفون ان التقاء للمصالح بين سوريا وتلك الحركات حصل اكثر من مرة في لبنان وخارجه. وادى ذلك الى تبادل منافع وخدمات وحماية. ربما ليست هناك علاقة تبعية بين الفريقين بل علاقة تبادل خدمات. سأل: "هل هناك عند أحد امر مهمة موجه من سوريا الى فصيل اصولي اسلامي في لبنان او امر دفع اموال؟". فأجبت: اولا سوريا لا تدفع اموالا لاحد. ثانياً التعاطي الذي تسأل عنه يتم، في حال ثبوته، على اساس تبادل المصالح. وثالثا عليك ان تسأل الاجهزة، اي اجهزتكم والاجهزة الحليفة لكم في المنطقة، عن الادلة التي سألت عنها. فعلّق: "ان هذا الامر مهم لنا لان "القاعدة" تقلقنا وكذلك الاصولية الاسلامية السنية. يستطيع النظام السوري ان يقول انا نظام علماني لا علاقة لي بهم. وقد حاربتهم في السابق داخل بلادي ولا ازال".
لكن عليكم انتم ان تدققوا في هذا الموضوع وخصوصاً في لبنان والعراق. وعليكم ان تنتبهوا للبنان. اذ ان اي صدام شيعي – سني داخله وتفاقمه سيدفع غالبية السنة المعتدلين اساساً الى احضان الاصوليين، علّق: "حزب الله ضعف في لبنان. الناس بدأوا ينتقدون امينه العام السيد حسن نصرالله علناً. وهو فشل في اسقاط الرئيس السنيورة وحكومته ولم يعد حر الحركة في الجنوب، وخصوصاً جنوب نهر الليطاني. اما العماد ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" فنعتقد انه بدأ يخسر من شعبيته. لكننا لا نعرف الحجم. هل سيبقى مع "حزب الله"؟". سأل: فأجبت. قد ينشق البعض من المؤيدين عن "الجنرال" عون، وقد يمتنع بعض آخر منهم عن ممارسة النشاط انزعاجاً من التحالف مع "حزب الله". لكنه هو لن يتخلى عن الحزب وزعيمه نصرالله ولو تسبب هذا الوضع مع الانقسامات الحادة المعروفة في لبنان والتدخلات الاقليمية فيه بأخذ لبنان وزعمائه و"شعوبه" الى الجحيم.
ما هو تقويم "الادارة" الاميركية الثالثة نفسها المهمة جداً والمؤثرة جداً في الاوساط القريبة من الرئيس بوش للجيش اللبناني؟