يبدو أن دمشق لا تريد لأي أمر أن يؤرق الحدث المهم المقبلة عليه، ففي انتظار الإستفتاء الرئاسي أواخر الشهر الحالي لولاية جديدة للرئيس السوري بشار الأسد، تكثفت الصور واللافتات المؤيدة والخيم والمضافات، وقلت الانتقادات في وسائل الإعلام إلى حد التلاشي.
وفي رصد عشوائي لآراء السوريين حول الاستفتاء قامت به "إيلاف" قال محمد (40 سنة) مهندس: "سننتخب الرئيس بشار الأسد لأنه وفر لنا الأمن والأمان، أراهن أي شخص يذهب إلى بلدان عربية أخرى ويستطيع التجول لوحده بعد العاشرة ليلاً. في سوريا إذا أردت السفر من محافظة إلى أخرى تمشي وأنت مطمئن حتى لو مشيت في أماكن وطرق مقطوعة أيضًا، هناك تآخ ومحبة بين جميع الطوائف، وسوريا هي البلد المثالي في التعايش السلمي بين الطوائف وبشهادة الجميع. وهل يريدون أعداء سوريا أن يجرونا إلى الحرب الطائفية وإلى نزاع نهايته كما انتهت العراق وفلسطين وكما انتهت إليه الحال في لبنان أيضًا، حيث الذين يدعون أن الرئيس الأسد يشكل مع إيران وحزب الله مثلث شيعي ويريد إقصاء السنة في البلاد هذا كذب وخال من المنطق... فقط المراد من ذلك اللعب على وتر الطائفية لبث التفرقة بين الشعب السوري ولهؤلاء نقول كلنا أمة لا إله إلا الله لكن انظروا ماذا فعل... من القادة والملوك العرب هم طلبوا من إسرائيل القضاء على سوريا، وكما أن المواطن السوري، من خلال السياسة الخارجية الناجحة، أصبح له مكانة مميزة في نفوس الكثيرين، ففي مصر ينظرون إلى السوريين على أنهم "أكدع ناس" ويقولونها علنًا إن رئيسكم هو مثال الشرف والصدق وهو من رفع رأس الإسلام".
أما وفاء (موظفة) فقالت: "لو تقدم اثنان أو ثلاثة أو أربع أسماء ورشحوا أنفسهم لن ننتخب سوى الرئيس بشار، لأنه أمن لنا الاستقرار والأمن وأعطى المرأة حقوقها كاملة ولأنه قائد صادق مع شعبه وقلما نجد رئيسًا بهذه الصفات، كما أن سياسته الخارجية أثبتت جدواها فهي التي أنقذت سوريا من محن عديدة ومن ظروف صعبة وكل الشعب كان يدعو له وليس الصحيح أن الغالبية العظمى كما تقول بعض وسائل الإعلام الحاقدة على سوريا، إن القلة القليلة معه وبل على العكس أغلب الناس ترى فيه المنقذ الوحيد ولو أنه لدينا بعض المآخذ ونتمنى تحسين ظروف معيشتنا أكثر لكنه يعمل لرفع مستوى معيشتنا ونحن كلنا معه وكما قال السيد الرئيس (سوريا الله حاميها)".
نذير (35 سنة) مدرس تساءل: "ماذا فعل لنا بشار الأسد، البطالة على حالها بل زادت والأسعار زادت صحيح أنه رفع الرواتب والأجور لكن الأسعار ارتفعت ارتفاعًا جنونيًا والخدمة الإلزامية على حالها والفجوة بين الفقراء والأغنياء تزداد، أي نشأت طبقة برجوازية تحتكر رؤوس الأموال على حساب طبقة متوسطة، ونزلت إلى مستوى الفقر وطبقة فقيرة نزلت إلى العدم، نتكلم عن النازحين من كل مكان من فلسطين ومن العراق، وسمعت عما قريب أن هناك 150 ألف من الصومال ليس هؤلاء نازحون لأنهم مرفهون أكثر منا، ولديهم أكثر منا، بل نحن النازحون في بلدنا صحيح أن للبلد سياسته لكن الشعب لم يعد يحتمل ما يسببه وجود مليوني عراقي وملايين من الفلسطينيين كلهم ساهموا في رفع الأسعار وفي بطالة الشباب ورفع الإيجارات ألم تتطلع القيادة إلى حال المواطن السوري وما أصبح عليه أيضًا هناك أو آخر.
وردت أم هيثم (سيدة عجوز): "نحنا معك يا ابني... الله يحميك ويأخذ بيدك ويعلي من شأنك وينصرك على عدوك ويخرب بيت جنبلاط".
سهير (مضيفة طيران) قالت: "لدينا مآخذ كثيرة على أداء الحكومة في سوريا وعلى الفساد المستشري في بلدنا، لكننا لسنا ضد انتخاب الرئيس فهو ابن الشعب، عاش معنا وتربى معنا على خلاف أبناء بعض الملوك والرؤساء العرب الذين تربوا في البلاد الغربية ولا يعرفون شيئًا عن واقع شعبهم، وهو حاسس بوجعنا وبرأيي هو يعمل قدر المستطاع للنهوض بشعبه لكن هناك من يعيث فساداً في البلد دون أن يحاسبه أحد لذلك نحن نتمنى على الرئيس أن يكون أكثر جدية في محاسبة هؤلاء. أيضاً الغلاء فكل المواطنين يتذمرون من ارتفاع الأسعار وخصوصًا بعد قدوم الأخوة العراقيين لذلك نتمنى أن ينظر بحال الشعب، لكن للأمانة أن الأمان والاستقرار الموجودين في سوريا لا نراهم في أي بلد آخر".
بدوره علاء (37 سنة)، وهو موظف اشار الى انه: "لولا ضعف الرقابة وغياب التنظيم في حياتنا نحن الشعب السوري، وهذا ما ادى إلى الفساد، لكنا نعيش أجمل حياة في العالم. ويجب أن نعمل معًا لنحارب هذا الأمر لا أن نلقي التهم فقط على الرئيس وعلى الحكومة، المواطن هو من نشر الرشوة في الدوائر وللذين يقولون إننا لا نستطيع ممارسة حقنا الانتخابي إلا بالضغط والخوف، فنقول لهم ليس صحيحًا الآن أن لا أحد يخاف، فالكل يتكلم بما يرضي ضميره. فلو سألت أي شخص في سوريا من الخباز إلى العامل إلى المحامي إلى المرأة... لسمعتهم يقولون (الحمد لله لو أكلنا الخبز بس نكون عايشين بأمان) خصوصًا بعدما رأوا حالة العراقيين والفلسطينيين أيضًا الرئيس الأسد ليس كباقي الرؤساء فهو يحمل هموم المواطن والدليل أنه يوم الحرب الكل يعرف أيضًا هو قال إنه فقد من وزنه 5 كيلو ولو أنه غير مهتم لركب طيارته وقضى تلك المدة في بلد أوروبي، لكن قلبه على الشعب ويعيش معهم أصلاً لم يترك الشعب يومًا كما فعل غيرهم.
و اعتبر أبو وائل (متقاعد) أن الرئيس: لا يستطيع إرضاء كل شخص في هذا البلد فالله سبحانه لم يرض البشر كيف برئيس دولة لكن ما نتمناه منه هو زيادة رواتبنا تماشياً مع زيادة الأسعار أيضًا نتمنى معالجة موضوع الأخوة العراقيين، ونقول لهم إن الأرض هي العرض فلا تتركوها وتسلموها للخونة والمستعمرين.