سؤال يطرح نفسه هل تأثرت الحركة السياحية في سوريا بالوضع السياسي في المنطقة بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، سؤال يجب كان القاؤه بين ايدي المختصين لكن "إيلاف" استطلعت أراء بعض المعنين والعاملين في قطاع السياحة في سوريا. يقول ممدوح -احد اصحاب المنتزهات-: الحركة السياحية جيدة جداً وهي أعلى مما كانت عليه في السنة الماضية وخصوصاً بوجود الأخوة العراقيين زادت نسبة المرتادين إلى المنتزهات وزاد من حركة السوق وزيادة دخل وسائط النقل عدد السياح جيد ولم ألاحظ أي نقصان، ممكن اللبنانيين خف عددهم وهذه نتيجة طبيعة للوضع الحالي والانقسام بين موالاة ومعارضة وخصوصاً حملة 14 آذار ضد سوريا لكن عدد اللبنانيين السياح لا بأس به وخصوصاً اللذين يزورون سوريا للتسوق، والحركة السياحية عموماً جيدة واستعادت نشاطها نتيجة لانفتاح سوريا على دول كثيرة وخصوصاً اليونانيين فقد لوحظ كثرتهم في هذا الصيف وهناك من يحاول ضرب السياحة في سوريا عن طريق إطلاق إشاعات لا أساس لها من الصحة وأن وجدت تكون بنسبة قليلة.
فؤاد (مالك شركة سياحة وسفر): الحركة هذه السنة قليلة مقارنة مع السنوات الماضية، وتناقص عدد السياح الأوروبيين بشكل ملحوظ نتيجة الوضع في الشرق الأوسط وما يعرضه الإعلام الغربي والمدسوس عن الوضع الأمني الخطير في المنطقة وخصوصاً في سوريا وإعلامهم القوي مقابل إعلامنا المتواضع سيكون قوة فاعلة لمنع السياح وضرب الحركة السياحية لدينا إذ إن إعلامنا لا يستطيع إيصال معلومات كافية عن الوضع الأمني في سوريا وعما توفره للسائحين عدا مراكز الاصطياف، من مواقع أثرية وتاريخية كما في حلب وأدلب وصحراء تدمر وغيرها، حتى في سوريا الكثير من السوريين لا يعرفون شيء عن تراثهم إذا إن هناك تقصير كبير من الحكومة ومن الإعلام بحق المواطنين وبحق تراثنا، بالنسبة للبنانيين بالتأكيد عددهم انخفض كثيراً عن السنوات السابقة ومنذ اغتيال الحريري، ولكن العدد مقبول لأن أغلبهم يأتي إلى سوريا للتسوق إذ أن نصف معيشتهم من سوريا ولا يستطيعون الاستغناء عنها وأن أرادوا ذلك، والعائلات المتوسطة الحال هي من تقصد سوريا للسياحة فقط لأن الميسورين يتوجهون إلى أوروبا ودول أخرى.
سها (علاقات عامة في إحدى شركات السياحة): الحركة السياحية هذا العام نشطة وجيدة إذا أن عدد السياح العرب أكثر من الغربيين نتيجة الوضع الأمني الذي أوجدته أميركا وإسرائيل في المنطقة وخصوصاً أن الأوروبيين لا يعرفون عن حقيقة الوضع بالكامل فقط ما يعرفونه أن هذه المنطقة هي بؤرة صراع واقتتال وتأثرت السياحة كثيراً هذا العام بالتفجيرات التي حدثت في لبنان وآخرها المشاكل الموجودة في الشمال أيضاً الأجانب لا يعرفون عن سوريا إلا أنها دولة إرهابية والإعلام السوري وغير السوري لا ينقل الصورة الآمنة المستقرة المنفتحة على العالم ومن خلال المعارض وعبر المؤتمرات السياحية والأسواق تتجه سوريا شيئاً فشيئاً إلى تحسين صورتها في الخارج والتعريف بالوضع الحقيقي، وبالنسبة للبنانيين ما زال عدد القادمين إلى سوريا منخفض عنه في السنوات السابقة وبرأيي هو خطة مدروسة يتبعها أعداء سوريا من اللبنانيين، بتوجيه أنظار أتباعهم إلى الخارج لأهداف سياسية لأن كره سوريا في دمهم.
وائل (رئيس قسم في إحدى الفنادق السياحية): السياحة في هذا العام نشطة بشكل واضح والسياح العرب أكثر من الأجانب والأوروبيون أعدادهم قليلة عندنا، لكن هناك مشاكل كثيرة تعترض السياحة في بلدنا وأهمها المشاكل النابعة من القطاع السياحي نفسه والناتج غياب السياسة أو الدراية بموقع السياحة وعلاقتها بالنشاطات الأخرى كافة، أيضاً هناك نقص ملحوظ في الخدمات السياحية المقدمة وقلة في العناصر القائمين على هذا الموضوع والمدربين بشكل يستطيع جذب الزبائن وذلك لأن معظم هذه الأماكن هدفها الربح السريع مقابل تقديم خدمات سيئة دون السعي لتكوين أسم أو سمعة جيدة وهذا يساهم إلى حد كبير في ضرب السياحة.
واضاف يجب على الدولة ممارسة دور رقابي أفضل وتعطي السياحة اهتمام أكبر فالاعتماد على السياحة خلال السنوات القادمة سيكون كبيراً جداً في جميع دول العالم إذ تتنافس كل دولة الآن على استقطاب العدد الأكبر من السياح ودون توفير أي طريقة في ضرب السياحة في الدول الأخرى لذلك يجب أن نبحث لنا على موقع على خارطة السياحة العالمية ولو تطلب الأمر إلى جهود كبيرة، بالنسبة للبنانيين عددهم ما زال منخفضاً لكن لم يؤثر كثيراً على السياحة لكن المشكلة أن بعض الحاقدين قد روجوا إشاعات عن سرقة السياح السعوديين القادمين إلى البلد لأهداف معروفة وروجوا أن سوريا بلداً أصبحت غير آمن، ويمكن أن يكون شخص أو اثنين تعرضوا لسرقات من قبل أرباب السوابق لكن ليس بالشكل الذي يوصفونه والسائح السعودي هنا أكثر سائح عربي يتصرف بحرية في سوريا وعلى العكس منهم من يحاسب حتى على ال10 ليرات سورية، فأين الاستغلال والسرقة وقد باتوا يعرفون سوريا مثل السوريين وهذه الإشاعات مدروسة لضرب السياحة في سوريا.
طوني (صاحب مكتب سياحة وسفر): النشاط السياحي في البلد جيد رغم تناقص السياح الأوروبين لكن السياح العرب عوضوا النقص وخصوصاً السواح القادمين من اجل السياحة الدينية كالحجاج الإيرانيين وأبناء الطائفة المسيحية الأرثوذكسية أيضاً العرب والسورين المغتربين يأتون بأعداد كبيرة في شهر رمضان أو في العطلات وخصوصاً عيد الأضحى، ولا نعول كثيراً على السياح اللبنانيين وبالنسبة لما تعاني منه سوريا من ضغوطات من قبل المتآمرين نحن بألف خير، لكن هناك مسؤولية يجب أن تتحملها وزارة السياحة، للنهوض بالنشاط السياحي أكثر.