في حين لايتوقع أحد ابرام اتفاق شامل بين الولايات المتحدة وايران قبل نتائج الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 17 آذار- مارس, يواصل البيت الأبيض دفع مشروعه لمكافحة الدولة الاسلامية, وذلك بالتحالف مع سورية.
بدأت الفكرة تشق طريقها منذ أن تم الاعلان عن تغير بنسبة 180 درجة في سياسة لوبي الصناعات الحربية : وفقا لراند كوربوريشن, فإن سقوط النظام السوري سيكون له ارتدادات كارثية على المنطقة, خصوصا على اسرائيل.
آخر ماحرر في هذا الخصوص, قيام شبكة الأمن القومي, وهي مؤسسة فكرية مزدوجة الولاء, مكلفة بنشر المسائل الجيوسياسية في وسائل الاعلام, بنشر دراسة موجزة عن الخيارات الممكنة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
بينت الوثيقة بشكل خاص الموقف العبثي لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ, جون ماكين. فهو لايزال أهم مدافع عن مشروع تدمير سورية من قبل الدولة الاسلامية, التي لم يخف حتى شهور قليلة, معرفته الشخصية بقادتها.
وقد تم الاعتراض عليه بثلاث حجج رئيسية :
– أولا, دعم علني للجهاديين, من شأنه أن يثير دعما مماثلا من قبل ايران وروسيا لسورية, مع خطر تدويل الصراع.
– ثانيا, انخراط الولايات المتحدة عسكريا سيكون طويلا جدا, ومكلفا, ومحفوف بالمخاطر. أي أنه غير شعبي. والسناتور جون ماكين, نفسه, لم يوضح لماذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تسلك هذه الطريق التي لن تستفيد منها إلا دولة واحدة فقط, هي اسرائيل.
– ثالثا, تجربة فيتنام تثبت أن هذا الصنف من الاستراتيجية ليس رابحا بالضرورة.
في أثناء ذلك, تغيرت الكثير من الأشياء على الأرض.
– اسرائيل التي كانت تقدم دعما عسكريا لكل فئات المعارضة السورية, "المعتدلين" أو الجهاديين, أوقفت دعمها. سفير الولايات المتحدة السابق روبرت اس.فورد, الموظف حاليا لدى مؤسسة فكرية تابعة ل آيباك, أكد أن "المعتدلين" (أي الموالين لاسرائيل) لم يعد لهم وجود, وأنه لايمكن السيطرة على الجهاديين, أي أنهم يشكلون خطرا على
اسرائيل.
لهذا السبب, ومنذ رد حزب الله في 28 كانون ثاني- يناير الماضي, أوقف الجيش الاسرائيلي كل اتصال مع الجهاديين الذين كان حتى وقت قريب يسلحهم, ويداوي جراحهم, ويدعمهم بتغطية من طائراته الحربية.
– ثبت ملك السعودية الجديد دعائم سلطته بطرد الأمير بندر, واسدال الستار على 35 سنة من التحكم بالارهاب الدولي.
– مع استمرارها في ابراز عضلاتها, وعلاقاتها الجيدة مع الجهاديين (لاسيما أثناء استرداد رفاة سليمان شاه), إلا أن تركيا, أوقفت هي الأخرى دعمها للجهاديين, ورئيس استخباراتها حقان فيدان قدم استقالته من منصبه.
بالنسبة لواشنطن, فقد آن أوان التحالف مع دمشق ضد الدولة الاسلامية.
في هذه الحالة, ستتم عملياتهما بدعم من ايران وروسيا, وسوف يحظون بقيادة عالمية على غرار "عاصفة الصحراء" ضد صدام حسين.