رأى الرئيس رجب طيب أردوغان, أن التدخل العسكري الروسي أدى إلى المزيد من استبعاد تنفيذ خطة جوبه (2011), الرامية إلى ترحيل أكراد تركيا نحو سورية. لذلك, أعطى تعليماته لقيادة جيشه بتدبير حادث ضد إحدى الطائرات الروسية, كما كشف مطلق التحذير, فؤاد أفني في ذلك الحين.
في 16 نوفمبر, وسعت روسيا نطاق عملياتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في سورية, عبر مهاجمة مصادر تمويلهم سياسيا, وأثار الرئيس فلاديمير بوتين ذهول الحاضرين في قمة العشرين الكبار في أنطاليا, موجها الاتهام لرئيس الجلسة, رجب طيب أردوغان، من دون أن يذكر اسمه.
أظهر الرئيس بوتين للدبلوماسيين المتواجدين صورا التقطتها الأقمار الصناعية لقوافل من الصهاريج الناقلة للنفط, تصل سورية بالموانيء التركية, مستنكرا تساهل البعض في السماح لداعش بمراكمة مليارات الدولارات بهذه الطريقة.
ربما بسبب مبالغته في تعظيم دعم واشنطن له, أو بسبب سوء تقديره لقدرات روسيا, أمر الرئيس أردوغان في 24 تشرين2 بتدمير طائرة سوخوي روسية.
ردت موسكو من دون انتظار, باتخاذ عقوبات اقتصادية شديدة ضد أنقرة, ونشرت تسجيلات الرادار المتعلقة بالحادث الجوي, ونشرت صواريخ اس-400, وأختتمتها في 2 ديسمبر الجاري, عبر مؤتمر صحفي لقيادة الأركان, بعرض الأدلة الفضائية التي تثبت مسؤولية الدولة التركية في تمويل داعش. هذا, على الرغم من قيام الاتحاد الأوروبي في 29 تشرين2, بتنظيم قمة خاصة مع تركيا.
تجاهلوا تصريحات الرئيس بوتين في قمة العشرين, والتقارير (غير المنشورة) للممثلة العليا فريدريكا موغيريني التي تثبت أن نفط داعش تدفق أيضا في بعض دول الاتحاد الأوروبي عن طريق قبرص, وايطاليا, وفرنسا, اختتم المشاركون قمتهم بالبيان التالي : " بالاشارة إلى البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الأخيرة المنعقدة في أنطاليا, وكذلك القرار (2015) 2249 الصادر عن مجلس الأمن, تؤكد كل من تركيا والاتحاد الأوروبي على أن مكافحة الإرهاب لاتزال أولوية".
عملا بتطبيق خطة جوبه, تم إطلاق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من جديد, والعمل جارٍ الآن على إلغاء نظام التأشيرات، وتتويجا لكل ذلك, تعهدت دول الاتحاد بتقديم 3 مليار يورو لتركيا، زعما منهم بمساعدة تركيا على إدارة مسألة اللاجئين السوريين, أو ربما لمساعدتها على مواصلة الحرب.
البرلمان الفرنسي وغرفة العموم البريطاني، مقتنعان بأن القرار 2249, يسمح بالتدخل في سورية من دون موافقة دمشق- وهو خطأ بالمطلق- أجازا لحكومتيهما بالتدخل العسكري في سورية.
وبما أن تدخلهما انحصر في النطاق الجوي, فقد قدمت العمليات العسكرية على أنها تستهدف داعش.
لم تأت أي من الغرف المعنية في البرلمانين, أثناء المناقشات, على ذكر مسألة إنشاء شبه دولة كردستان, على الرغم من أنها الهدف الواقعي الوحيد لكل من باريس ولندن, من وراء التدخل.
خلافا للتصريحات التي أدلوا بها لوسائل الإعلام, لم يغير أحد في الغرب من سياسته إزاء داعش.
فلا تزال هذه المنظمة الإرهابية تتلقى الدعم ممن أوجدوها.
وحدهم شيعة العراق, وحزب الله اللبناني, والجيش العربي السوري, وروسيا, من يقاتلون داعش.
عمليات التحالف الأميركي, لم يكن لها أي هدف سوى "احتواء" داعش, وليس القضاء عليها.
ترتكز قواعد اللعبة الحالية على "تحرير" شمال سورية ليحتله على الفور أكراد العراق, ثم دفع داعش إلى محافظة الأنبار المخصصة لهم في العراق.