أود أن أوجه انتباهكم على وجه الاستعجال إلى انتهاك صارخ آخر من جانب نظام كييف لالتزاماته المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب.
فقد أبلغتنا وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي بأن الجانب الأوكراني أخلَّ من جانب واحد بعملية تبادل أسرى الحرب المقرر إجراؤها اليوم (6 نيسان/أبريل 2022). وقامت كييف مرارا وتكرارا بمراجعة وتخفيض قائمة الـ 251 فردا عسكريا الذين أُعلن عن تبادلهم، فانخفض العدد المدرج فيها إلى 38 فردا. وصباح اليوم، رفض الجانب الأوكراني عملية التبادل دونما تفسير. وفي الوقت نفسه، أُنجزت بالكامل، من جانبنا، عملية إعداد أسرى الحرب الأوكرانيين وفقا لقائمة كبيرة تضم 251 جنديا أوكرانيا، بما في ذلك نقلهم إلى المنطقة الأولية لعملية التبادل.
وإن الجانب الأوكراني، حتى في هذه القضية الإنسانية البحتة، يظهر تناقضا ولامبالاة تامة بمصير مواطنيه. فسلطات كييف تعمد منذ فترة طويلة إلى الإخلال بعمليات تبادل أسرى الحرب المقررة بناء على شروط متفق عليها مسبقا.
ولدينا أيضا أدلة ملموسة تثبت أن الأسرى من الأفراد العسكريين التابعين للقوات المسلحة الروسية محتجزون في ظروف غير إنسانية. وقد وجهنا الانتباه مرات عديدة إلى الواقع المتمثل في أن الأسرى من الأفراد العسكريين الروس يتعرضون عمدا للقتل والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، وتُنشر على نطاق واسع كل هذه الأعمال الوحشية على شبكة الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر في بعض المناسبات - عن قصد - بوصفها أعمالا ”مفخرة“ قام بها القوميون.
وفي هذا الصدد، من الواضح أن أوكرانيا تنتهك حتى أبسط الضمانات الأساسية المتصلة بحظر ”القتل بجميع أنواعه، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب“ (المادة 3 من اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949). وينبغي التأكيد على أنه بموجب المادة 130 من الاتفاقية، هذه الأفعال تشكل ”مخالفات جسيمة“ - وبعبارة أخرى، جرائم حرب. وأخيرا، إن الطابع المنهجي والواسع النطاق لهذه الانتهاكات يشير بوضوح إلى أن كييف لا تفعل أي شيء يُذكر لمنع تكرار هذه الأعمال المروعة.
وفي هذا الصدد، إننا نتوقع من قيادة الأمم المتحدة أن تتصرف على وجه السرعة. وتحديدا، أن تطالب السلطات الأوكرانية بإتاحة إمكانية وصول ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر فورا إلى أسرى الحرب الروس، بهدف تقييم ظروف الاحتجاز وإجراء فحوص طبية متعمقة، ثم إحالة الوثائق ذات الصلة بالموضوع لاحقا إلى الجانب الروسي والمنظمات الدولية.
وفي غضون ذلك، يذكر مقر التنسيق المشترك للاتحاد الروسي المعني بالاستجابة الإنسانية في أوكرانيا أن الجانب الروسي يُطمئن بأن جميع أسرى الحرب الأوكرانيين يعاملون وفقا لجميع الالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949.
وأرجو ممتنا تعميم هذه الرسالة باعتبارها وثيقة من وثائق مجلس الأمن.