’’ أهلاً بك ••••••ترحب وزارة المالية بالعمل على توفير فرصة عمل جيدة لك شرط أن تغير اسمك العربي إلى شارون أو يهودا ، وإذا كان أسمك محمد أو أحمد فلا ترهق نفســـك بالبحث عن عمل في إسرائيل لا ترحب بتوفير عمل لأصحاب هذه الأسماء • ’’
بهذا الإعلان الاستفزازي استقبلت هيئة العمل التابعة لوزارة المالية الإسرائيلية العشرات من العاطلين العرب عن العمل بعد الإعلان عن توفر العديد من فرص العمل في عدد من الشركات الإسرائيلية ، وهى الفرص التي اشترطت الهيئة ضرورة أن يحمل المتقدم لها اسماً يهودياً مستبعدة تماماً أي فرصة لتشغيل أي عربي يحمل اسم محمد أو أحمد بدعوى أن هذه الأسماء تشبه أسماء عدد كبير من الاستشهاديين الذين قاموا بعمليات وتفجيرات داخل إسرائيل وتسببوا في العديد من الخسائر سواء للبنية التحتية للمرافق الإسرائيلية أو بالنسبة للمدنيين الإسرائيليين الذي سقط منهم العشرات كقتلى في هذه العمليات•
المستفز أن كبرى الأحزاب اليمينية دعمت هذا الاقتراح وعلى رأسها حزب الليكود الحاكم الذي أكد يوفال شتاينس رئيس اللجنة الاقتصادية به عن دعمه لهذا التوجه موضحاً أن أصحاب الأسماء الإسلامية لا مكان لهم لكي ينعموا بالرزق في دولة إسرائيل ، زاعماً أن ما تقوم به إسرائيل الآن قامت به الدول العربية قديماً عندما حاربت اليهود وطردتهم منها واستولت على أملاكهم وذلك في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، وهو ما رآه شتاينس يمثل أساس العدل ومعاملة بالمثل حتى ولو كان المتقدم للعمل هو أحد العرب في إسرائيل •
و قامت الهيئة الاقتصادية في حزب ’’ إسرائيل بيتنا ’’ وهو أحد ابرز الأحزاب اليمينية في إسرائيل بإصدار بيان نشر عبر موقع الحزب عبر الإنترنت يطالب فيه بمنع دخول العمال الفلسطينيين من أصحاب أسماء محمد أو أحمد لنفس السبب ، مشيراً إلى أن إسرائيل تنوي وفي المستقبل طرح اقتراح بتشديد القيود على أصحاب هذه الأسماء الإسلامية في العالم كله ، وتشديد القيود عليهم خاصة وأن هناك العشرات من أصحاب هذه الأسماء في كثير من دول العالم وصلوا إلى مكانة كبيرة على الصعيد الاقتصادي ، وهى المكانة الذي يجب أن يعاد النظر إليها مرة أخرى•
المؤسف في هذه القضية هو ما كشف عنه مركز الاقتصاد العربي في إسرائيل والذي اعترف بقيام قرابة ألف عربي بتغيير أسمائهم بالفعل من محمد إلى شارون بل ويهودا وما إلى ذلك من أسماء يهودية ، حيث تقدموا بطلبات إلى هيئة التسجيل المدني التي وافقت لهم على تغيير أسمائهم ، وهو التغيير الذي جاء ليوفر لهؤلاء العرب فرص العمل التي يحلمون بها خاصة مع وصول معدلات البطالة بين العرب إلى نسب كبيرة تصل إلى قرابة 41% في عدد من المناطق وهو ما يجبر العرب من أصحاب النفوس الضعيفة على تغيير أسمائهم بما يتناسب مع المخططات الاقتصادية الصهيونية التي تحيكها إسرائيل •
وهكذا يظهر مدى العنصرية الإسرائيلية ، وهي العنصرية التي امتدت لتشمل الاقتصاد الذي يعبث المتطرفون اليهود بمصائره ، وهو ما يعكس العنصرية الإسرائيلية وتطرفها في التعامل مع العرب •