قبل أن يصبح نائبا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية, أي الرئيس الفعلي للمنظمة الأممية, كان جيفري فيلتمان دبلوماسيا أمريكيا, تنقل بين سفارات الولايات المتحدة في اسرائيل, وكردستان العراق, ولبنان.
كانت تربطه علاقة ثقة نادرة من نوعها مع وزيرة خارجية بلاده كوندوليزا رايس, التي كانت تعقد معه مؤتمرا عبر الفيديو كل اسبوع.
بعدها استدعته هيلاري كلينتون إلى واشنطن كي يشرف على السياسة الشرق أوسطية برمتها.
هو من نظًم عام 2005 لجنة التحقيق برئاسة القاضي ديتليف ميليس, وهو الذي أنشأ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان : بنية هجينة تشكلت بهدف إدانة الرئيس بشار الأسد, على أساس شهادات زور, مدفوعة الأجر.
لايزال السيد فيلتمان يواصل, عبر منصبه الجديد, العمل ضد سورية وايران.
بمجرد وصوله إلى الأمم المتحدة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف1, بدعم من ديفيد بترايوس, جون آلن, وهيلاري كلينتون, عمد على الفور إلى دفع فرنسا نحو إعادة اطلاق الحرب في سورية.
كتب خطة استسلام تام, وغير مشروط, للجمهورية العربية السورية, أسوأ من خطة الاستسلام التي فرضت على اليابان بعد القاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما, وناغازاكي.
هو من عيًن الأخضر البراهيمي لكسب الوقت, أملا بهزيمة عسكرية للجمهورية العربية السورية.
ثم تعرًف على دي ميستورا في العراق, ومن ثم في لبنان.
كان دي ميستورا يلتقي أيضا مع بترايوس وآلن أثناء مهمته كممثل للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان.
حتى مهزلة المفاوضات-التي استبعد منها الايرانيون فقط- بدأت هي الأخرى تتداعى. وعندما شعرا بأنهما على وشك الانكشاف, أعلن بان كيمون, ودي مستورا, في 29 تموز الماضي, عن خطة "للسلام", من دون تفاصيل, في مجلس الأمن.
طالب الاثنان بلطف أن يُقدمَ مجلس الأمن على دفع " اللاعبين " لتوقيع اتفاق مؤقت, ومن ثم الاعتماد عليهما لتطبيقه.
كانا يسعيان في الواقع إلى تجريد المجلس من صلاحياته, واجبار الجمهورية العربية السورية على التوقيع على نص غامض, من شأنه أن يسمح لحلف شمال الأطلسي باحتلال سورية دون أن يترك لكل من روسيا والصين القدرة على الاعتراض عليه بالفيتو.
وهكذا, فشلت المناورة.
لم يعتمد مجلس الأمن أي قرار بهذا الخصوص, فحسب, بل صوت, بتاريخ 17 آب, وبعد أسبوعين من المناقشات, على مجرد بيان هزيل.
خلافا لكل الممارسات, فقد جرت مناقشة النص على انفراد من قبل الدول الخمس دائمة العضوية. بدت روسيا وكأنها اكتفت بموقف غامض من حيث المبدأ.
ومع ذلك, بعد اعلامه سرا من قبل دمشق وموسكو معا, رفع السفير الفنزويلي رفاييل راميريز, الذي كان قد تم ابعاده عن صياغة البيان, يده باعتراضين, اثنين :
أولا, بيان مؤتمر جنيف1, الذي لقى دعما من كل الأطراف حتى الآن, باطل وملغي, لأنه يخالف ميثاق الأمم المتحدة. ثم إنه لايكفي القول بأننا نكافح الارهاب. يجب تحديدا مساعدة الجمهورية العربية السورية في مواجهة القاعدة, وداعش, والتوقف نهائيا عن توريد الأسلحة بطرق غير مباشرة لهذه المنظمات, وكذلك تلفيق وتدجين مجموعات تمرد وهمية.
وهكذا, سقط السيد فيلتمان بالضربة القاضية..